الحمد لله الذي تفضل على عباده بقبول الخمس من الأموال تمحيصاً
للذنوب و وسيلة للتطهير و توصلًا إلى الحلال و فرضه لذوي القربى كرامة لهم و إجلال
و الصلاة و السلام على خيرته من خلقه و آله خير عترة و آل.
أما بعد فهذا كتاب الخمس الذي فرضه الله في محكم كتابه و جعله لنفسه
و لأوليائه أئمة الحق وسواس الخلق من غير حاجة و لا فاقة بل الناس إلى القبول منه
و من أوليائه مفتقرون و إلى تحليل ما يبقى في أيديهم من الأموال محتاجون و كيف
يقدم المسلم على قطعه و منعه و قد سمع كلام الله و بلغه ما قال أولياؤه الذين لا
ينطقون عن الهوى فمن ذلك قوله عليه السلام (إن من أكل من مالنا شيئاً فإنما يأكل
في بطنه نارا و سيصلى سعيرا) و من الأخبار ما ورد عن خاتم الأئمة الأطهار مولانا
صاحب الدار من ان من يستحل ما في يده من أموالنا و يتصرف فيه تصرفه في ماله من غير
أمرنا فهو ملعون و نحن خصمائه و قوله عليه السلام تمحضونا المودة بألسنتكم و تزوون
عنا حقاً جعله الله لنا و جعلنا له و هو الخمس و عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
انه كتب بسم الله الرحمن الرحيم ان الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب و على
الخلاف العذاب لا يحل مال إلا من وجه احله الله ان الخمس عوننا على ديننا إلى ان
قال فلا تزووه و لا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه مفتاح رزقكم و
تمحيص ذنوبكم و ما تمهدون لأنفسكم يوم فاقتكم و المسلم من يفي بما عهد إليه و ليس
المسلم من أجاب باللسان و خالف بالقلب و السلام إلى غير ذلك من الأخبار و يكفي
منها ما ذكرناه عضة و تذكرة لمن قرأه و تدبره فلا ريب في ان وجوبه من ضروريات
المذهب و الدين التي من انكرها لم يكن من المسلمين
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 99