اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 58
لو تناوله تقية بخلاف ما لو افطر بالغروب قبل زوال الحمرة تقية
و إن كان القضاء أيضاً هو الأقرب و من العمد ما لو أكل ناسياً ثمّ تناول المفطر
لظنه فساد صومه.
و أما ما يجب الإمساك عنه لمنافاته القبول أو الكمال لا الصحة و
الإجزاء
فهو جميع المحرمات و القبائح و المحضورات فانه يتأكد على الصائم سيما
في شهر رمضان وجوب الكف عنها فقد استفاض عن أهل بيت العصمة عليهم السلام إن الصيام
ليس من الطعام و الشراب وحده فإذا صمت فليصم سمعك و بصرك من الحرام و القبيح و في
آخر و شعرك و جلدك و عدّ أشياء غير هذا و لا يكون يوم صومك كيوم فطرك و سمع صلّى
الله عليه و آله و سلّم امرأة تسب جارية لها و هي صائمة فدعا بطعام فقال لها كلي
فقالت: أني صائمة فقال: كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك؟ ان الصوم ليس من
الطعام و الشراب فقط. و عن أبي جعفر عليه السلام إن الكذبة لتفطر الصائم و النظرة
بعد النظرة و الظلم قليله و كثيره إلى غير ذلك من الأخبار فيتأكد على الصائم وجوب
كف لسانه و سمعه و بصره و سائر جوارحه عن المحرمات فإن الاقتصار على الإمساك عن
المفطرات لا يجديه إلا في إسقاط القضاء فليتحرز الصائم الذي يرجو نجاح آماله و
قبول أعماله من الغيبة و النميمة و الكذب و السب و الفحش و الجفاء و الخصومة و
المراء و أذى الخادم و الجار و يجتنب المعاصي و السيئات فإنها إذا صدرت من الصائم
عظمت وزره و أسقطت اجره و لم يكن له من صومه إلا الجوع و العطش و تأخير الطعام من
وقت إلى وقت آخر.
المبحث الثاني فيما ليس بمفسد للصوم و لا موجب للقضاء و الكفارة
و هو أمور منها: الإفطار لقطع أو غلبة ظن بدخول الوقت و كانت في
السماء علة ثمّ بان الخلاف فانه لا يبطل صومه.
و منها ما مرّ في فعل شيء من المفطرات ناسياً.
و منها نوم المجنب ليلًا ناوياً للغسل حتى طلع الفجر في النومة
الأولى.
و منها سبق الماء إلى الجوف في المضمضة للصلاة مطلقاً في الوضوء و
الغسل بخلاف المضمضة لغيرها.
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 58