اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 192
باعطائه الولاية عليه فلا يجدي في نفوذ حكمه و لو ولّاه الجائر
لم يجز له القبول إلا ان يعلم بتمكنه من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو يكره
عليه فيتولاه تقية و عليه ان يجتهد في إنفاذ الحكم بالحق جعلنا الله من الحاكمين
بالحق آمين.
خاتمة العبادات
قال تعالى:" وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ
الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
اعلم ان ما يصدر من الإنسان قد يكون مما لا تكليف فيه و لا يلحقه منه
اجر و لا وزر و ذلك كالاحوال الضرورية له كالتنفس و نبض العروق و ما يقع منه عن
غير اختيار و لا قصد كالخطإ و السهو و نحوهما و قد يكون مما يقع في جنسه التكليف و
يلحقه منه مدح أو قدح و هو أقوال و أفعال تصدر عن قصد و اختيار و العبادة منها ما
تتوقف صحته على التقرب و الإتيان بداعي امتثال أمره تعالى مما يقبل ان يقع على
نحوين و ليس المراد بها ما أمكن التقرب به من المباحات أو ما قصد الفاعل به وجهاً
قريباً أو ما شرع للمصالح الأخروية أو ما كانت فيه رجحانية شرعية اصلية أو عارضية
و ان أمكن كونها من العبادات بالمعنى الاعم و لا ينتقض ما ذكرناه بالنظر المعرّف
فانه عبادة و لا يحتاج إلى نية و كذلك إرادة الطاعة لعدم كونهما مما يقبل ان يقع
على نحوين و العبادة المصطلحة ان تعلقت بالبدن فالبدنية و هي تكون لسانية و قلبية
و جوارحية و ان تعلقت بالمال فمالية عقدية أو ايقاعية أو غيرهما أو بهما فمالية
بدنية و أما العبادة بالمعنى الاعم فيمكن ان تكون اكثر المباحات منها بالنية و
العزم و تكون ذات اجر و ثواب فإذا نوى بالاكل ان يتقوى على العبادة صار أكله عبادة
و إذا نوى بالجماع كسر الشهوة و تحصيل رضى الله و رسوله صلّى الله عليه و آله و
سلّم بحصول النسل و الذرية و قضاء ما أوجبه الله من حق الزوجة صار عبادة مثاباً
عليها و و هكذا اغلب المباحات يمكن للإنسان ان يقصد عند فعل شيء منها وجهاً
قريباً و كان لي عمٌّ رباني فقيه اتفق انه
اسم الکتاب : هدى المتقين الي شريعة سيد المرسلين المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 192