المسألة السادسة الإمام بعد النبي (ص) هو
الإمام علي بن أبي طالب (ع)
أن الإمام بعد النبي (ص) بلا فصل هو علي بن أبي طالب (ع) لوجوه:
(الأول) نص الله تعالى عليه في كتابه المجيد حيث قال [إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ][1]
وقد ذكر علماء التفسير والثقاة المتبحرون من علماء أهل السنة كالنسائي[2] وأبي إسحاق الثعلبي[3] وابن المغازلي[4]
وأبي بكر الرازي[5] وغيرهم[6] مما لا يسع هذا المختصر ذكر أسمائهم
أن المراد بالذين آمنوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ]
هو علي بن أبي طالب (ع) وأن هذه الآية الشريفة نزلت في حقه (ع) لما تصدق بخاتمه في
صلاته حال ركوعه ومن الواضح الجلي أن معنى (الولي) في هذه الآية الشريفة هو الذي
يرجع إليه الأمر ويكون المالك لتدبيره فيكون معنى الآية الشريفة إنما المدبر لكم
والمتولي لأموركم والذي تجب طاعته عليكم هو الله ورسوله وعلي بن أبي طالب (ع) وليس
للإمامة معنى إلّا ذلك فتكون هذه الآية الشريفة نصاً صريحاً على إمامة علي بن أبي
طالب (ع) وخلافته على المسلمين وقال تعالى [يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ][7]
والمراد بالصادقين هو علي (ع) كما ذكر ذلك جماعة من علماء أهل السنة ورواتهم
كالكلبي[8] وابن عساكر[9] وابن أحمد بن مردويه[10] وغيرهم[11]
فتكون دالة على عدم جواز مخالفة علي (ع) ووجوب موافقته وليس الإمام إلّا من كان
كذلك إلى غير ذلك من الآيات الدالة على إمامته عليه السلام.
[3] ذكره عن تفسير الثعالبي تذكرة الخواص اخرج
الحديث عند وصوله هذه الآية في تفسيره الكبير بالاستناد إلى أبي ذر الغفاري.
[4] مناقب علي بن أبي طالب ابن المغازلي الشافعي ص
311 ج 354، 355 طبعة طهران
[5] كتاب أحكام القرآن ابو بكر الرازي ج 2 ص 543
طبعة القاهرة بالمطبعة البهية
[6] تفسير القرآن العظيم ج 2 ص 71. الدر المنثور ج
3 ص 104- 106. جامع البيان في تفسير القرآن ج 6 ص 186. الجامع لأحكام القرآن ج 6 ص
221- 222. فتح القدير ج 2 ص 347. أسباب النزول ص 148