responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 7

العلم عبارة عن المعاني للسنخية هذا مضافاً إلى أن مقدمة الشي‌ء ليس بلازم أن تكون مسانخة له وتصريح الفائق لو سلم دلالته فهو معارض بدعوى اتفاقهم على أن مقدمة العلم خارجة عن العلم مضافاً إلى أن جزء الشي‌ء لا يلزم أن يكون من سنخه.

اللهم إلا أن يثبت لهم اصطلاح في ذلك وتواطؤ عليه فيكون منشأ الجعل المذكور هو مجرد اصطلاح. لكنه قد صرح بعضهم بأن التقسيم حادث كما أن الذي ينقدح بالبال أن الذي دعاهم إلى أن يلتزموا في مقدمة العلم بوجوب الاطلاع وفي مقدمة الكتاب بعدم الوجوب مع أن مقدمة الكتاب قد تدل على مقدمة العلم هو أن مقدمة الكتاب لما كان مفادها المعاني التي يجب الاطلاع عليها وغيرها من المعاني التي لا يجب الاطلاع عليها قالوا: بأنها تنفع دون أن يقولوا (يجب) لأن النفع يجتمع مع الوجوب وغيره. وقد كنا نتخيل في مجلس التدريس أن الوجه في ذلك هو أنه لما كانت مقدمة العلم عبارة عن المعاني الخاصة فهي غير قابلة لأن يستغنى عنها ولا يستبدل بها غيرها لعدم تبدل نفس المعنى وتغيرها بخلاف مقدمة الكتاب فإنها لما كانت عندهم عبارة عن الألفاظ وهي قابلة لأن تؤدى معانيها بتراكيب أخرى فهي قابلة لأن يستغنى عنها بغيرها من الكلام المؤدي لتلك المعاني وهو فاسد لأنه يمكن أن يستغنى عن تلك المعاني الخاصة بمعاني أخرى تقوم مقامها بأن يستغنى عن الرسم والغاية المذكوران في العلم برسم آخر وغاية أخرى كما يشاهد ذلك في أغلب طلبة العلم عند شروعهم في علم جديد فإنهم يقرؤنه لأن باقي طلبة العلم قرؤوه أو لأنه مقرر دراسته عندهم من دون ملاحظة الغاية التي وضع من أجلها وقد لا يعرفون شيئاً من حده أو رسمه ويكتفون بأنه الذي اسمه كذا أو يقرأ بعد كذا أو الذي تقرؤه طلبة الدين كما شاهدنا نحن ذلك في أغلب من درس الحكمة أو الأصول.

إن قلت: إن الوجوب على سبيل البدل بمعنى أنه يجب الاطلاع على الرسم والغاية المذكورين أو على ما قام مقامهما من التعاريف والغايات.

قلنا: إذن فالتزم ذلك في مقدمة الكتاب الدالة على تلك المعاني المخصوصة فإنه أيضاً يجب الاطلاع عليها على سبيل البدل بمعنى أنه لا بد وأن يطلع على تلك الألفاظ بنفسها أو ما قام مقامها من الذي يؤدي معناها.

إلا اللهم أن يقال: إن اللا بدية بالنسبة إلى الألفاظ غير مسلمة فإنه لو اطلع على المعاني بطريق الإلهام أو الحدس فلا يجب حينئذ أن يطلع على الألفاظ بخلاف المعاني فإنه لابد وأن يطلع عليها بأي طريق كان.

النسبة بين مقدمة الكتاب والعلم‌

قالوا: (النسبة بين مقدمة الكتاب ومقدمة العلم عموم مطلق). ويرد عليهم إيراد واحد وهو: إن النسبة بينهما بالمعاني التي ذكروها لهما بحسب الصدق هو التباين لأن إحداهما تصدق على الكلام والأخرى على المعاني وأما بحسب التحقق والاجتماع فالنسبة بينهما عموم من وجه إذ قد يجتمعان في مورد واحد كالكلام الدال على تعريف العلم وموضوعه وغايته فإن نفس الكلام مقدمة كتاب ونفس المعاني مقدمة علم وتوجد مقدمة الكتاب بدونها فيما لو كان الكلام يدل على ما ينفع في المقصود كاسم المؤلف وتقسيم الكتاب ونحو ذلك وتوجد مقدمة العلم بدونها فيما لو ذكر التعريف والموضوع والغاية أثناء المقصود أو بعد المقصود كما صنع صاحب المفتاح فإن الكلام الدال عليها لا يقال مقدمة كتاب لأنه لم يقدم أمام المقصود ولمعانيها يقال لها مقدمة علم لكونها طائفة من المعاني يتوقف عليها الشروع في‌

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست