responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 6

ثالثاً إنه لا دليل على النقل ولا على الاستعارة ومع عدم الدليل عليهما فالأصل استعمالها في معناها الحقيقي وهو التوصيف لأصالة الحقيقة وعنده فتجوز قراءة الدال من المقدمة بالفتح والكسر.

هذا وقد استدل بعض من اشتهر بالتحقيق على كون استعمال المقدمة في هذا المقام على سبيل التوصيف لا على سبيل الاسمية بوجهين: الأول: إن المقدمة لو كانت منقولة من مقدمة الجيش أو مستعارة منه لوجب أن يقال في صدر الكتب مقدمة الجيش بالإضافة إلى الجيش لا قطعها عن الإضافة إذ لا معنى لنقل اللفظ المفرد من المضاف أو استعارته منه، إذ لا بد من اتحاد اللفظ فيهما. والثاني: إن نفس المقدمة مستعملة في مقدمة الجيش على سبيل التوصيف والتاء تاء لتأنيث الموصوف أعني الجماعة واستدل على ذلك بأن صاحب الأساس عد استعمال المقدمة في الجيش من الحقيقة حيث قال: قدمته وأقدمته فقدم بمعنى تقدم ومنه مقدمة الجيش ولا يخفى فساد هذين الوجهين. أما الأول: فلوضوح أن المراد لهم من كون المقدمة مأخوذة من مقدمة الجيش أن المقدمة أخذت من المقدمة المستعملة في الطائفة التي تقدم أمام الجيش للاستطلاع وليست إضافة مأخوذة في التسمية بها. وأما الثاني- فلأنه معارض بنقل غيره من أن المقدمة نقلت لمقدمة الجيش. وثانياً: عده من الحقيقة لا ينافي كونها منقولة إلى مقدمة الجيش إذ استعمال المنقول في المنقول إليه على سبيل الحقيقة وليس بلازم أن يكون استعمالها فيها على سبيل التوصيف. وثالثاً: لو سلمنا أنها مستعملة في مقدمة الجيش على سبيل التوصيف فذلك لا يثبت أنها مستعملة في صدر الكتب على سبيل التوصيف أيضاً.

مقدمة الكتاب ومقدمة العلم‌

(التزم المنطقيون في مقدمة الكتاب بكونها طائفة من الكلام تنفع في المقصود وفي مقدمة العلم بكونها طائفة من المعاني يجب الاطلاع عليها فالفرق بينهما عندهم من وجهين: أحدهما: كون كل منهما من مقولة غير مقولة الأخرى فمقدمة الكتاب من مقولة الكلام ومقدمة العلم من مقولة المعاني. وثانيهما: أن مقدمة الكتاب تنفع في المقصود ومقدمة العلم يجب الاطلاع عليها). ويرد عليهم إيراد واحد وهو أنه لا داعي إلى جعل مقدمة الكتاب عبارة عن الكلام وجعل مقدمة العلم عبارة عن المعاني إذ مقدمة الشي‌ء حقيقة عبارة عن الأمر الذي قدَّم عليه ونفع فيه كما هو ظاهر معناها الوصفي فالألفاظ إذا دلت على أمور تنفع في العلم فهي باعتبار تلك المعاني مقدمة علم كما أن المعاني لو كانت تنفع في الكتاب كانت مقدمة الكتاب وكذا النقوش وغيرها مما يدل على أمور تنفع في ذلك. نعم إن الذي ينفع أولًا وبالذات في الكتاب والعلم هي المعاني ولكن الدال عليها باعتبار أنه عنوان ووجه لها سرى النفع إليها فيصح نسبة النفع إلى الألفاظ أو النقوش بالعرض والمجاز. والذي ينقدح بالبال أن الذي دعاهم إلى ذلك هو تخليهم أن مقدمة الشي‌ء لابد وأن تكون من سنخه لأنها جزء منه كما في الفائق للزمخشري حيث ذكر أنه استعير لفظ المقدمة لأول كل شي‌ء آه. مع جعلهم الكتاب عبارة عن الكلام لأنهم رأوا أن وحدة الكتاب لا تزول ما دام الكتاب واحداً وإن اختلفت النقوش الدالة عليه ومع اختلاف التعابير عن مسائل العلم صار الكتاب متعدداً ولذا كانت كتب النحو مثلًا متعددة مع أن المسائل واحدة. وجعلهم العلم عبارة عن المعاني خاصة لأنهم رأوا أن العلم لا تنثلم وحدته بتعدد التعابير فكتب النحو مثلًا وإن تعددت التعابير فيها إلا أن العلم بينها واحد لأن المسائل الحاصلة منها واحدة فجعلوا مقدمة الكتاب عبارة عن الكلام ومقدمة

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست