وصوْبٍ، ويقصده المكروب وطالبُ الحاجة فلا ينكفيءُ إلَّا وهو
مسْرورُ الفؤادِ مُنْشرح الصَّدر حتى الأطفالُ والصبيان الذين لم يَشُبُّوا عن
الطَّوْق كانوا إذا رأوا الشيخ مُقبلًا مع أصحابه وتلامذته يبادرون إليه للسلام
عليه ولَثْمِ أناملهِ الشريفة لما كان يلطفُهم به من العطاء. والحديث عن تقواه
وورعه كالحديث عن صفات الشمس:
وإذا استقام الشيءُ قامَ بِنفْسهِ
وصفاتُ ضوْءِ الشمسِ تذْهبُ باطلا
فهو الفقيه الورع
التَّقُّي الذي تجسَّد فيه مثالُهُما وشهِدتْ لهُ نوافلُ الأسحار ولوافح النَّهار
بالقيام والصّيام مع الرغبة فيما أعدَّ الله تعالى لعبادهِ المُخْبتين من حُسْنِ
الثواب وجزيل العطاء والزُّهْدِ في الدنيا الفانية والتجافي عن المفتونين بها ممْن
غرَّتْهم وأغْرتْهم فكانوا من الأخسرين أعمالًا، الذين ضلَّ سعْيُهم وهمْ