وأما خصالهُ وشمائلهُ
فقد كان رحمه الله المثل الأعلى في أهل عصره للتواضع إلى الدرجة التي عدَّها بعض
ذوي المظاهر الخلّابة من المُتزيّين بزيّ أهل العِلْم من المؤاخذات عليه مع أن ما
كان عليه تغمد الله برحمته من التواضع والترسُّل هو سِمةُ أهل الدين، وسمْتُ
العلماء من ذوي العِرْفان واليقين، اقتداءً بسيد الأنبياء والمرسلين القائل ( (منْ
تواضع لله رفعه ...)).
وكان يحب الفقراء ويعطف
على ا لمساكين ويحنو على البائسين وإذا رأى أحدهم في طريقه نَفَحهُ بما يراه من
العطاء ولم يكتفِ بذلك بلْ يدعوه في الغالب إلى دارهم العامرة وينظر في أمره فإنْ
رآه من أهل السَّداد والصّدق والأمانةِ كلَّفَ بعض المحسنين بإيجاد عمل له يرتفقُ
منْهُ وإلَّا صَرَفهُ صرْفاً جميلًا ولم يكن باب دارهِ يُغْلقُ لا ليلًا ولا
نهاراً، يَؤُمُّهُ العُفاة منْ كُلّ حدبٍ