responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 378

نزعة العرب ضد الموالي‌

اعتنق العرب الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام) وآمنوا بأن الإسلام خير الأديان، وأن من حولهم في ضلال وإنهم حماة الإسلام، وحملة الدين القويم، وأن عليهم دعوة الناس كافة ليتخلوا عن دياناتهم السابقة ويدخلوا فيه، وكان من بعد ذلك الجهاد، فظفروا بفارس ودكوا عرشها، وانتصروا على الروم، وهزموا جيشها، واستولوا على كثير مما في أيديها، وعلى الحملة فقد رأوا أن سيادة العالم كانت للفرس والروم. وانتقلت إليهم. فجأة، وإن هؤلاء الفرس الذين كان العرب بالأمس يخشون بأسهم، أصبحوا تحت حكمهم، وهؤلاء الروم الذين كان العرب يتمنون أن يفتحوا لهم باب الشام ومصر ليتاجروا فيها، قد هزموا وفروا أمامهم إلى عقر دارهم. كل هذا رفع من نفسية العرب وشعروا أن الدم الذي يجري في عروقهم دم ممتاز ليس من جنسه دم الفرس والروم وأشباههم، وتملكهم هذا الشعور بالسيادة والعظمة، فنظروا إلى غيرهم من الأمم نظرة السيد إلى المسود. وكان الحكم الأموي مؤسسا على هذا النظرة، والحق أن العرب في هذا لم يطيعوا الإسلام في تعاليمه قال الله تعالى: [إنما المؤمنون إخوة] وقال النبي (ص): (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) ويقول عمر: (لو كان سالم مولى حذيفة حيا لوليته) وإذا قلت العرب، فلست أعني جميعهم، فقد كان هناك طائفة كبيرة من خيارهم تدين بتعاليم الإسلام، وتجعل مقياس الفضل، التدين لا الدم، فقد كان علي أمير المؤمنين (ع) لا يفضل شريفا على مشروف، ولا عربيا على أعجمي، ولا يصانع الرؤساء وأمراء القبائل، فكان هذا من ألد الأسباب في تقاعد

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست