responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 377

لأية أمة عرضة للانهزام، ولكن العرب أحسوا بالفخر العظيم لانتصارهم كأنهم ما كانوا يتوقعون أن تهزم حملة فارسية. ثم العرب لما انتصروا في هذا اليوم لم يتغنوا بنصرة العرب على الفرس، إنما تغنوا بنصرة القبائل التي اشتركت في الحرب وهم الشيبانيون والبكريون والعجليون، ولم تتخلل الغناء روح عربية عامة.

ولما جاء الإسلام أصبح العرب أمة، وكانت فيها خصائص الأُمة التي أشرنا إليها، من اتحاد لغة ودين وميول، ومن وجود حكومة على رأسها، وأعقب ذلك الانتصار على أضخم أمتين كانتا في عصرها، وهما فارس والروم ولكن مع هذا لم تمح الروح القبلية، فوجدت النزعتان معا (نزعة العربي لقبيلته ثم بطنه ثم فخذه) (ونزعته للدم العربي والأمة العربية والجنس العربي)، وسارت النزعتان جنباً إلى جنب في صدر الإسلام، وكان عند كثير من ولاة العرب، هذه النزعة السيئة في الحكم، أي النزعة لقبيلته وقبيلته، حوله ترى إنه إذا ولي الرجل، فقد وليت قبيلته (3 إنظر عثمان والأمويين)، فلما ولي ابن هبيرة العراق اعتقدت فزارة أنها وليت الحكم، فلما عزل وتولى خالد بن عبد الله القسري اشرأبت اغياق قسر وذلت فزارة، ولما تولى معن بن زائدة الشيباني في اليمن قتل من أهلها تعصبا لقومه من ربيعة وغيرها من نزار. وكان عقبة بن سالم والي عُمان والبحرين يقتل من القيسيين تعصبا لقومه من فحطان وكيدا لمعن لما عمل في اليمن (ثمرة ثانية صفحة 21 ضحى الإسلام طبع مصر).

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست