responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 379

العرب عنه. روي المدائني إن طائفة من أصحاب على مشوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال، وفضل هذه الأشراف من العرب، وقريش على الموالي والعجم، واستمل من يخاف خلافه من الناس وإنما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المال، فقال لهم: أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور. ولكن سواد العرب وحكام بني أمية وولاتهم كانت عندهم هذه العصبية العربية قوية، يحفزون معها من لم يكن منهم، وقال المختار لإبراهيم بن الأشتر يوم خارز، وهو اليوم الذي قتل فيه عبيد الله بن زياد إن عامة جندك هؤلاء الحمراء (الموالي)، وإن الحرب إن خسروها هربوا، فأحمل العرب على منون الخيل وأرجل الحمراء أمامهم. وكان الحجاج أحد أركان الدولة الأموية ينفذ هذه السياسة في شدة ودقة، فقد وسم أيدي النبط بالمشراط، ولما نزل الحجاج واسط نفى النبط منه، وكتب إلى الحكم بن أيوب عامله بالبصرة، إذا أتاك كتابي فانف من قبلك من النبط، فإنهم مفسدة للدين والدنيا، فكتب إليه قد نفيتهم إلا من قرأ منهم القرآن وتفقه في الدين، فكتب إليه الحجاج إذا قرأت كتابي فدع من قبلك من الأطباء وسم بين أيديهم ليقفوا عروقك، فإن وجدوا فيك عرقا نبطيا فاقطعه والسلام. وأمر الحجاج أن لا يؤم بالكوفة إلا عربي، ولما قبض على سعيد بن جبير، وكان قد خرج مع ابن الأشعث على الحجاج: فقال له الحجاج أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فجعلتك إماما؟ قال: بلى قال: أفما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى قال: أو ما جعلتك من سماري وكلهم من رؤوس العرب؟ قال: بلى، قال: فما

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست