responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 376

يتخذوا دينا ولا ولغة، وليس لهم آمال وطنية واحدة، ولا ما هو شرط أولي للأمة، وهو وجود شخص أو هيئة مكونة من عدة أشخاص لها قوة تنفيذ أوامرها على أفرادها كافة، وحملهم على طاعتها، وطبيعة معيشة القبيلة التي كانت تعيشها تأبى ذلك، أضف إلى أنه لم يكن للعرب ما يشجعهم على هذه الفكرة، لأنهم إذا نظروا هذا النظرة لم يشعرهم ذلك بعظمة ولا فخر، فحولهم الفرس من ناحية والروم من ناحية، وعلاقة العرب بهم ليست علاقة تشعر بالقوة، فهم يتعاملون معهم تجارياً، ولكن ليست علاقة الند بالند، بل علاقة الفقير بالغني، والضعيف بالقوي، ومن تاجر من العرب وانتقل إلى فارس والروم ورأى عظمتهم استضعف نفسه. يقول قتادة من مشاهير التابعين وهو

عربي صميم من سدوس في تفسير قوله تعالى (وكنتم على شفا حفرة الآية) كان هذا الحي من العرب أذل الناس ذلا وأشقاه عيشا وأبينه ضلالة، وأعراه جلودا وأجوعه بطونا، معلومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شي‌ء يحسدون عليه، من عاش منهم عاش شقيا، ومن مات ردى في النار يؤكلون ولا يأكلون، والله ما تعلم من قبل من حاضر الأرض كانوا فيها أصغر حطا وأدق فيها شأنا منهم حتى جاء الله تعالى بالإسلام فورثكم به الكتاب وأحل لكم به دار الجهاد ووسع لكم به من الرزق وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس.

والعرب لما انتصرت قبيلة سهم على فرقة من الجيش الفارسي يوم ذي قار، عدت ذلك فخرا عظيما مع أنه ليس بشي‌ء ذي خطر، فأية فرقة

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست