responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 290

إلغاء الرق في نظر القانون الأمريكي‌

يروى أن رجلًا فاه في أمريكا بعبارة (تحرير العبيد) إبراهام لنكلن‌[1] في أول كانون سنة 1863 م وهو أول رئيس قتل في الولايات‌

المتحة في 14 نيسان سنة 1865 م وأن أول جريدة قاومت استعباد الزنوج، وبشرت بوجوب تحريرهم في الولايات المتحدة، جريدة ليبراتزو أنشئت سنة 1831 م.

نشط الجنس الأوربي إلى المهاجرة إلى أمريكا واستغلال صقاعها الخصبة، واتخاذها موطنا جديدا، وجاهد جهاده مع الهنود الحمر، وهم سكان البلاد الأصليين، واستبسل في ذلك على قاعدة لا تنازع البقاء، وكان الأوربيون في هذه البلاد الجديدة في حاجة إلى من يعمل في تلك البلاد الواسعة الغنية التي من الله بها عليهم فلم يستحضروا وسيلة لذلك إلّا شراء العبيد من أفريقيا. وكانوا يستوردون منهم العدد الجم وخصوصا في الجهة الجنوبية، ولما زاد عددهم خشي المفكرون في الولايات الشمالية من نتائج هذا الحال، فإنه قد يؤول تكاثر هذا النوع من الناس، وهو متأثر بنير العبودية، ذلك النير الذي يذكي نار الحمية يوما من الأيام فينقضه عن عاتقه، وربما أنضم إليه السكان الحمر الأصليون فيكونوا جميعا يدا واحدا على البيض. وكان مبدأ هذه الفكرة في عهد جيمس مزو ففيه أصبح لمسألة الرقيق شأن عظيم في سياسة البلاد، ففي الجهات الشمالية لما كثرت الصناعات، وصارت موردا للرزق، وكادت الحاجة إلى الرقيق أن تنعدم لذلك استغنى عنه أهلها جملة. أما في الجهات الجنوبية فكانت الحاجة إليه ماسة، وقد


[1] إبراهام لنكولن هو أول من منع النخاسة( تجارة الرقيق) في أميركا بعد قيام حرب أهلية دامت ثلاث سنين. وكان انتخابه للرئاسة أمرا عجيبا لأنه ينحدر من بيت فقير على الرغم من أن منافسيه على هذا المنصب رجال من أصل عريق أولهم وليام سيوارد. ولم يكن أنيقا في ملبسه حتى أيام رئاسته ويقال: إن سر نجاحه هو امرأته ماري وقد قتل في أحد الملاهي بعد انتصاره على الجنوب، عقب انتصاره على الجنوب لقد شمر عن ساعديه الجد وراح يناصر هذا الرقيق بكل ما أوتي من قوة حتى تمكن من تحريرهم وإعطائهم بعض الحقوق ولقب( بمحرر العبيد) وتنفس به العبيد الصعداء وأزيح من كاهلهم عِبْ‌ءٌ ثقيل وسارت الحال في أمريكا على هذا المنوال والعبيد يكسبون يوما بعد يوم بعض الحقوق المدنية التي ما كانت تخطر لهم ببال حتى أذنت الحرب العالمية وبعثت أمريكا بزهرة شبابها إلى ميادين القتال اشغل العبيد الوظائف الحكومية وبعثوا بأبنائهم إلى المدارس الأمريكية واختلطوا بالمجتمع الأمريكي اختلاطا عظيما وقد أبدى الرئيس( ولسن) العطف عليهم والميل لإعطائهم الحقوق المدنية كافة التي يتمتع لها الأمريكي الأبيض ولما وضعت الحرب أوزارها رجع من أبقته الحرب من الأمريكيين إلى بلاده وفتحت أبواب أمريكا للمهاجرين فأقبلوا عليها يتدافعون بالمناكب من جميع أطراف العالم فضاقت بهم أمريكا على سعتها فعاد النضال بين البيض والسود إلى أشد ما يكون. وعن كتاب الخطابة لنقولا فياض. من مناظرة بينه وبين القاضي دوجلاس عن المساواة بين الأبيض والأسود لا غرض لي من التدخل في نظام الرق في الولايات التي يسري فيها هذا النظام لأني أعتقد أنه لا حق لي بهذا التدخل، فضلا عن ذلك فإني لا أشعر من النفس ارتياحا إلى مثل هذا العمل كما إني لا أقصد إلى المساواة بين البيض والسود سياسة أو اجتماعا. إذ ثمة فوارق طبيعية تمنع فيما أظن وقوفها جنبا إلى جنب على بساط المساواة. وبما أن هذه الفوارق تنشئ تفاوتا في الجنسين فأنا أوافق القاضي دوجلاس على أن تكون السيطرة للجنس الذي انتمى إليه. إني لم أصرح قط فيما مضى بخلاف ما ذكرت الآن على أني على الرغم مما سبق وذكرت من الأسباب والفوارق لا أزال مصرا على اعتقادي مجاهرا بأنه لا مانع في الدنيا يمنع الأسود من التمتع بحقوقه الطبيعية المخولة له في تصريح الاستقلال أي الحق بالحياة والحرية والسعي وراء السعادة وإني لأتمسك كل التمسك بأنه والرجل الأبيض شرع أمام هذا الحق. أنا أوافق على ما قاله القاضي دوجلاس من أن الأسود يختلف عني من وجوه كثيرة كاللون أو العقل والأخلاق. وأما في حقه أن يأكل الخبز الذي كسبت يده دون أن يستأذن سواه فهو نظيري ونظير دوجلاس ونظير كل إنسان على وجه الأرض.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست