responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 289

أيضا ذلك بعلم الأمير والحكومة، وأن تجارة الرقيق تجري بنشاط في منطقة عمان دون أن تكترث بها السلطات، وتجري اليوم تجارة رابحة للرقيق في الحجاز، رغم كونها متأثر بالنفوذ البريطاني، وأكثر من ذلك أن سوق الرقيق تعقد في جدة على بعد خمسين متراً من دار القنصلية البريطانية. وأن حكومة الحجاز تتقاضى ضريبة قدرها جنيهان، على كل رأس من الأرقاء، والرقيق يحمل إلى الحجاز بطريق البحر الأحمر، ويبلغ ما يورد سنويا إليها زهاء ألفي رأس يمرون تحت سمع السلطات البحرية وبصدها كذلك يقولون أنه ليس في بلاد اليمن رغم تأثرها بالنفوذ الإيطالي والبريطاني معا رجل ميسور الحال إلا ويملك عبدا على الأقل. في حين أن الأغنياء يحرز كل واحد منهم خمسة أو ستة.

وفي منطقة تهامة يكوّن الرقيق كتلة عظيمة من السكان، وثمن الرأس في المتوسط لا يزيد على ثلاث جنيهات. وأعظم سوق للرقيق توجد في عرد، وهنالك يربي الأرقاء صغارا خصيصا للبيع كما تربي الأنعام ويأتي تجار الرقيق بصفة الحاج ويتبعون طرق القوافل ويشترون بأبخس الأثمان أبناء المسلمين، الذين وقعوا في براثن الحاجة وعجزوا عن حمل أطفالهم إلى أوطانهم، ويقولون أنه يوجد في اليمن زهاء أربعين ألف يهودي أرقاء الأمراء والمشايخ المحليين يستخدمون عبيدا وجواري، ثم يقول أولئك المعترضون أنه من الصعب بعد ذلك أن تزعم إنكلترا أنها تؤدي في محاربة الرقيق للإنسانية خدمات جليلة في حين أنها لا تستطيع ضبط أسواقه في بلاد يتأثر معظمها بنفوذها.

ولكن مع هذا كله فأن فضل الإنكليز على الأرقاء لا ينسى، كما أن فضل الرقية على الإنكليز لا ينسى فأنه يروى عن مبدأ تنفر الإنكليز السكسونيين أن القديس غريغوريوس رأى قبل أن يصبح بابا في سوق‌

العبيد في رومية أولاداً شقراً بيضاً يباعون فسأل من أين أتي بهم؟ فأجيب أنهم أنكل فقال لقد دعوا بأجمل الأسماء فهم حقا ملائكة، فهل هم مسيحيون؟ فقيل أنهم وثنيون. فأجاب هل من الممكن أن تحوي هذه الجبهات الجميلة على ذكاء محروماً من نعم المولى ومن ذلك الحين رأى أن ينصر الإنكليز فلما غدا بابا بعث أربعين قسيسا يقودهم أغسطينس ونصّرهم بعد مجادلات مذكورة في محلها[1].


[1] بمناسبة المئيني على قرار إلغاء الرقيق: عقدت الجمعية البريطانية لمكافحة الرق اجتماعا خاصا للنظر فيما يجب القيام به في الاحتفال المئيني الثاني لصدور قانون إلغاء الرقيق في الممتلكات البريطانية. وفي غضون ذلك الاجتماع صرح أحد كبار الأعضاء بأنه لا يزال في العالم مالًا يقل عن خمسة ملايين رقيق في ملكية غيرهم ولا ريب في أن هذه الحقيقة مما تزعج له الخواطر في عهد الحضارة والمدنية. ففي الصين مثلا لا يزال بين أهلها ضرب من العبادة لا يستطيع تأدية طقوسه إلا الذكور منهم لذلك ترغب الأسر هناك في الاستزادة من الفتيان دون البنات. ولكن الطبيعة تحبوهم في أكثر الأحيان بالاثنين على السواء، فتعودت تلك الأسر أن تبيع أطفالها من الفتيات كلما أصابت البلاد مجاعة أو قحط لمن يستطيع القيام بأودهن من أصحاب الأديان الأخرى! ولم يقتصر الأمر على بيع الصينيات بل أن هذا المصير قد أصاب كثيرات من أناث البروسيين في غضون الحرب العالمية، حين هاجرت بهم عائلاتهم إلى الصين عن طريق منشوريا في جموع حاشدة. أما في اليابان فأن تجارة الرقيق تدور على محور هائن إذ يستبقى المرتهن فتاة الراهن لديه ضمنا لتسديد مبلغه وقلما يدفع الراهن ما عليه. وفي هذه الحالة أما أن تسدد الفتاة المرهونة ذلك الدين من الأجر الذي تشتغل به في خدمة المرتهن، وأما إن تصبح ملكا له بعد سنوات معينة.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست