responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 275

المتحكمين في البلاد، بل كان القانون شاملا لمطلق البيض بلا استثناء. (مرادنا بالبيض من لم يكن من أولئك الزنوج الذين ساقتهم أوربا من أوطانهم إلى أمريكا) ولما اشتد الضغط على السود وأنهك الأمريكيون الاستعمار وفككوا أغلاله بحروبهم الدامية معه، وأجلوهم عن البلاد، وقطعوا آخر سلطة خارجية عنهم، انصرفوا لتطهير بلادهم من أدناس الاستعمار، وما مناهم به من عسف، وجره عليهم من وبال ولفت نظر عقلائهم تلك الجماهير السود المتدفقة على ديارهم من أفريقيا، التي روج الاتجار بها المستعمرون لغايات سياسية التي تفتك بثروة البلاد من جهتين، بأثمانها الباهضة ومشاركتها في خيرات البلاد،

فصمّمَ الأمريكيون الشماليون على إبطال تلك التجارة وعارضهم في ذلك الجنوبيون، ودامت الحرب بينهم أربع سنوات انتهت بفشل الجنوبيين وإبطال تجارة الرقيق في البلاد. وبإبطاله تكونت فكرة تحرير الرقيق ولا فرق بين السود والبيض من سائر الأمم والأوربية في أنهم دخلاء، وليسوا من أهالي البلاد الأصليين، وممن ساقتهم الهجرة إلى هذا الوطن الجديد، وأصبحوا من عناصر الاجتماع فيها، واسترقاقهم إنما امتهنوا به من استبداد الاستعمار. فالرابطة الوطنية الجديدة التي تربط هؤلاء الأمم المختلفة في وطنهم الجديد، والاشمئزاز من الاستعمار وذيوله ومقرراته ومشاريعه وأنظمته، شجعت أنصار الاستقلال على نبذ الاسترقاق من الأمريكيين، فكان ما كان من الحروب الأهلية الأمريكية المشهورة، التي أسفرت عن حرية العبيد الزنوج، في سائر الأصقاع الأمريكية.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست