responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 190

والأحوال الجارية خارج الحرم ولم تكن تستطيع أن تنفذ ذلك بالنساء فكانت الأغوات هم الوسائط المتقنة الفعالة وقد اطلعوا على الأسرار الخفية واشتركوا في كثير من الحوادث التي تسبب ما يدونه التاريخ من تطورات وانقلابات ووقائع جسام‌[1].

أصل العادة وتاريخها ونشأتها

هوت الغيرة بالإنسان إلى دركه ما دون الوحوش فوسوس له الشيطان أن ينزع الرجولة من الأبرياء ليتخذهم خداماً لعرضه. وهذا هو الأصل في اتخاذ الخصيان وهي عادة لجأ إليها الصينون والهنود والبابليون والفرس من عصور خالية، فقد أخبرنا هيرو درت بما كان للخصيان من السطوة في دولة الفرس، وقد عرفهم العرب فقالوا: خصي بصي ومخصي وتقول العامة طواش وهي مولدة. ومن عادة العرب في الجاهلية خصي أسراهم وكذا قدماء المصريين، ونجد ذلك مصورا على جدران مدينة (حابو) كما يفعل الأحباش الآن. وهي عادة قديمة في مصر، وقد عثروا في هرم أوناس على مخطوط عرف أن موريس سل رخصتي شيت واتخذ الفراعنة الخصيان في قصورهم وكان لهم نفوذ


[1] وفي عهد الخليفة هشام الثاني في الأندلس، كان في قصر الخليفة من الخصيان نحو( 800) وهم من الصقالبة وغيرهم ولهم زعماء أشداء أعظمهم جوهر وفائق، ولهم نفوذ واسع وأموال وأتباع من الشعب والجند. وقد أراد هؤلاء تولية المغيرة وخلع هشام الثاني أبن أخيه لأنهم اتفقوا مع الأول حتى صار بإطاعتهم فإذا بقي هشام يكون الحكم بيد المصحفي وابن عامر. وحاول كل حزب اغتيال رؤساء الآخر، ثم بعد محاولات سياسية واغتيال أبي عامر للمغيرة أصبح أبو عامر وزيراً، فشدد المراقبة على الخصيان فشاغبوا عليه، فاستمال أبو عامر بعضهم بالمال مطرد البعض الآخر من قصر الخليفة ونفى فائق إلى جزائر البليار وقبل استقالة صاحبه جوهر، وقضى على حزب الخصيان.

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست