responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 87

الجواب عن الإشكال المعروف‌

و الجواب عن الإشكال المذكور ان مرادهم بالموضوعات نفسها لا تصورها و لا التصديق بوجودها و لا التصديق بموضوعيتها للعلم كما هو الحال في المسائل فانهم لا يريدون بها تصورها و لا التصديق بوجودها و لا التصديق بكونها مسألة للعلم أو مبدأ تصورياً أو تصديقياً له و انما يريدون ان نفسها و ذاتها جزء للعلم. و دعوى ان نفس الموضوع مندرج في موضوعات المسائل فهو جزء من المسائل.

مندفعة بأن الذي هو جزء للعلم هو نفس الموضوع في حد ذاته لا باعتبار انه موضوع للمسألة و أما موضوع المسألة فهو إنما يكون موضوعا باعتبار المسألة بل الكثير من المتأخرين ظاهر كلامهم ان موضوع العلم يغاير موضوعات مسائله تغاير الكلي الطبيعي مع مصاديقه كما انه استراح من هذا الإشكال من قال بأن المسائل هي المحمولات المنتسبة للموضوعات كما ينسب ذلك للمحقق الدواني و غيره من المتأخرين.

و قد أجاب عن الإشكال المذكور التفتازاني ان الذي هو جزء من العلم هو التصديق بوجود الموضوع فان ما لم يعلم وجوده كيف يبحث عن عوارضه. ورد عليه السيد الشريف بأن التصديق بالوجود من المبادئ التصديقية للعلم على ما صرح به الشيخ في الشفاء و أورد بأن المبادئ التصديقية هي التي يتألف منها قياسات العلم. و التصديق بوجود الموضوع ليس كذلك نعم لو فسرنا المبادي بما فسرها التفتازاني من انها ما يبتني عليها قياسات المسائل لا خصوص المقدمات التي يتألف منها قياسات المسائل كان التصديق بوجود الموضوع داخلًا في المبادي لتوقف التصديق بالمسألة على التصديق بوجود موضوعها و هو يرجع إلى التصديق بوجود موضوع العلم لما عرفت من أن موضوع المسألة اما عين موضوع العلم أو جزئي منه أو عرضي ذاتي له أو مركَّب منهما و لا ريب ان التصديق بوجود ذلك يستدعي التصديق بوجود موضوع العلم. و قد ظهر مما ذكرناه فساد ما ذكره صاحب البدائع في الجواب عن الإشكال بأن المعدود من مقدمات الشروع هو تصور موضوعات المسائل بالعنوان الإجمالي و الذي هو جزء من العلم هو تصوراتها التفصيلية لأنه إنما يتم لو جعلنا المسائل عبارة عن المحمولات المنتسبة.

و قد استدل بعضهم على ان التصديق بوجود الموضوع ليس من أجزاء العلوم بما هو المنسوب لصاحب المحاكمات من ان مسائل العلم هي إثبات الأعراض الذاتية للموضوع و أجزاؤه و هو يتوقف على ثبوت الموضوع فلو كان ثبوت الموضوع و أجزائه من مسائل العلم لزم توقف الشي‌ء على نفسه.

و لا يخفى ما فيه فان هذا إنما يصلح دليلا لنفي كونه مسألة من مسائل العلم لا لنفي جزئيته للعلم فانه لو كان جزءاً للعلم في مقابل مسائله لم يلزم ذلك.

بيان المراد بالمبادي التي هي جزء العلم‌

(و المراد بالمبادي) إذا اطلقت في هذا المقام هو ما يتوقف توقفاً قريباً لا بعيداً عليه معرفة المسائل تصورا كتعاريف موضوعاتها و محمولاتها أو تصديقا كالأدلة عليها و هي على قسمين:

(أحدهما) مبادي تصورية و هي تعاريف موضوعات المسائل و محمولاتها و تعاريف أجزائها فيما لو كان موضوع المسألة أو محمولها مركباً و تعاريف أقسامها و أعراضها فيما

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست