تعرض الكلمة أو تكون مركَّبة منهما كقول
النحوي كل كلمة كان أولها ساكن يبدأ فيها بهمزة الوصل. فكان موضوع العلم مندرجاً
في موضوعات المسائل التي هي أجزاء المسائل فلا يصح عده جزءاً على حده في مقابل
المسائل و إلا لعدّ المحمولات جزء أيضاً فتكون أجزاء العلوم أربعة. و ان أراد به
تعريف و تصور ماهية كلي الموضوع التي هي عبارة عما يبحث في العلم عن عوارضه
الذاتية اعني وصف الموضوعية فهذا من صناعة البرهان لأنه إنما يذكر في صدر الكتب و
يذكرونه للبرهان على أن الشيء الفلاني موضوع لهذا العلم فليس له اختصاص بشيء من
العلوم فالمناسب ايراده في علم المنطق لأن المنطق آلة لجميع العلوم فلا وجه لعده
من أجزاء العلم. و ان أراد به تصور ذات موضوع العلم و مصداقه كتعريف الكلمة التي
هي موضوع علم النحو فهذا مندرج و داخل في المبادئ التصورية لأنه يتوقف عليه معرفة
موضوع المسألة لما عرفت من ان موضوع العلم قد يكون عين موضوع المسألة و لأن البحث
في المسائل إنما يكون عنه فمعرفة المسألة موقوف على معرفته فهو مندرج في المبادئ
التصورية بل هو أيضاً مقدمة لمقدمة الشروع لأن من مقدمة الشروع التصديق بموضوعية
الموضوع.
و هي متوقفة على تصور الموضوع و هكذا لو قلنا بأن التصديق بوجود
الموضوع من اجزاء العلم أو من مقدمة الشروع فهو متوقف أيضاً على تصور الموضوع فلا
وجه لعده جزءاً على حده. و ان أراد به التصديق بوجود الموضوع كالتصديق بوجود
الكلمة فهو داخل في المبادئ التصديقية لأن البرهان على وجود الموضوع يتوقف عليه
التصديق بالمسألة لنا عرفت من أن البحث في المسائل إنما يكون عن احواله فلا يعقل
ان يصدّق بالمسألة إذا لم يصدق بوجوده و إلا لكان البحث عن احواله أمراً موهوماً
فيكون التصديق بوجوده مندرجاً في المبادئ التصديقية فلا وجه لعده جزء على حده و
لذا قالوا ان التصديق بوجود الموضوع اما ان يكون بديهياً كالموجود بما هو موجود
الذي هو موضوع الفلسفة الأولى و اما مبيناً في علم آخر كالعدد للحساب و المقدار
للهندسة المبيّن وجودها في الفلسفة الأولى.
قالوا و التكفل لبيان جميع الموضوعات هو الفلسفة الأولى و انه لها
الرئاسة المطلقة و لا يجوز بيانه في العلم الذي يكون هو موضوعاً له. ضرورة ان ما
لا يعلم ثبوته كيف يطلب ثبوت شيء له. و ان أراد التصديق بموضوعيته للعلم كأن يصدق
بأن الكلمة موضوع لعلم النحو فهو من مقدمات الشروع في العلم و لذا يعرفون فيها
مطلق الموضوع و يذكرون فيه ان العلم يبحث عن أحوال هذا الشيء كل ذلك للتصديق بأن
العلم المسمى بهذا الاسم هو الذي بحث عن أحوال هذا الشيء و لا ريب ان مقدمة
الشروع في العلم خارجة عنه فكيف يعد ما هو جزء منها جزءاً من العلم لأن الشروع في
العلم موقوف على الشروع فيها فلو كان جزؤها جزءاً للعلم للزم توقف الشيء على نفسه
بل يمكن ان يقال ان التصديق بموضوعية الموضوع من ثمرات العلم لأنه لا يمكن التصديق
بذلك إلا بعد الاحاطة بمسائل ذلك العلم حتى يعلم انه يبحث عن أحوال ذلك الشيء و ان
كان يمكن ان يقال ان التصديق بالموضوعية إجمالًا من سوابق العلم و مقدمات الشروع و
التصديق بذلك تحقيقاً و تفصيلًا من ثمرات العلم و لواحقه.