responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 141

فان المال بالانفاق يفنى‌

و ان العلم باقٍ لا يزال‌

و مما يدل على شرف العلم قوله" عليه السلام" قيمة كل امرئ ما يحسنه.

قال الجاحظ في كتاب البيان و التبيين عند ذكر هذه الكلمة لو لم نقف من هذا الكتاب إلا على هذه الكلمة لوجدناها فاضلة عن الكفاية غير مقصرة عن الغاية.

نظم الخليل لكلمة مولانا أمير المؤمنين" عليه السلام"

و قد أخذ هذه الكلمة الخليل فنظمها شعراً فقال:

لا يكون العي مثل الدني‌

لا و لا ذو الذكاء مثل الغبي‌

قيمة المرء قدر ما يحسن المرء

قضاء من الإمام علي‌

ما في مدارك النهج لجدي" رحمه اللَّه"

و في مدارك النهج لجدي الهادي" رحمه اللَّه" ناسباً له لبعض الشعراء نقلا عن السدي:

قولُ: علي ابن أبي طالب‌

و هو الإمام العالم المتقن‌

كل امرئ قيمته عندنا

و عند أهل الفضل ما يحسن‌

ما في كشكول جدي الهادي‌

و في كشكول جدي الهادي" رحمه اللَّه" عن الحدائق الوردية.

و روي عن الجاحظ قال صنفت ألف كتاب ما سمعت بكلمة إلا أتيت بنظائرها إلا تسع كلمات لأمير المؤمنين" عليه السلام" ثلاث في المناجاة (الهي كفى لي فخفراً ان تكون لي رباً و كفى لي عزاً ان اكون لك عبداً الهي أنت كما احب فاجعلني كما تحب).

و أما التي في الحكمة فقوله (استغن عمن شئت تكن نظيره و ارغب إلى من شئت تكن اسيره و تفضل على من شئت تكن أميره). و أما اللاتي في الأدب فقوله (قيمة المرء ما يحسنه و المرء مخبوء تحت لسانه و ما هلك امرء عرف قدره) و في رواية أخرى مخبوء تحت لسانه لا طيلسانه.

و روى العلامة الحلي في تحريره عن رسول اللّه" صلى اللّه عليه و آله" انه قال الأنبياء قادة و العلماء سادة و مجالستهم عبادة. و قال النظر في وجه العالم عبادة. و قال اللهم ارحم خلفائي قيل يا رسول اللّه و من خلفائك قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنتي و من اكرم فقيها مسلماً لقي اللّه يوم القيامة و هو عنه راضٍ.

شرف علم الفقه‌

ما تقدم كان بشرف العلم بنحو العموم و أما شرف علم الفقه بالخصوص فقد عرفت فيما سبق في بيان أقسام السبق و في بيان موجبات تقدم العلوم بعضها على بعض إن التقدم بالشرف للعلوم إنما يكون بأشرفية موضوعاتها أو معلوماتها أو غاياتها و فوائدها أو بواضعها و مدوّنها و قد شاع بين الفقهاء قبل الشروع في العلم بيان شرفه و علو منزلته. ليعرف قدره فيوفى حقه من الجد في تحصيله و الرغبة في اقتنائه و لا ريب ان علم الفقه بعد علم الكلام أشرف العلوم من جهة معلوماته لأنها أحكام اللّه تعالى لعباده و أرادته عز و جل من خلقه و شرفه من جهة غايته و فوائده و هي تنظيم الحياة البشرية و كمال الإنسانية و الفوز بالسعادتين و نيل خير النشأتين و من جهة الواضع له فان الواضع له هو أمير المؤمنين" عليه السلام" كما سيجي‌ء إن شاء اللّه نعم علم الكلام يفوق علم الفقه بموضوعية إذا قلنا بأن موضوع علم الكلام هو ذات اللّه تعالى لأنه يبحث فيه عن صفاته الثبوتية و السلبية و ان كان في علم الكلام قد أفتى الكثير

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست