responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 142

بحرمته و اظهر الكثير من السلف كراهته. و كيف كان فيكفي دليلًا على شرف علم الفقه و عظيم منزلته أخبار كثيرة.

(منها) ما رواه في الكافي بسنده إلى أبي الحسن موسى" عليه السلام" قال دخل رسول اللّه" صلى اللّه عليه و آله" المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال من هذا فقيل علّامة فقال و ما العلامة فقالوا له اعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها و أيام الجاهلية و الاشعار العربية قال فقال النبي" صلى اللّه عليه و آله" ذاك علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه ثمّ قال النبي" صلى اللّه عليه و آله" إنما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة و ما خلا فهو فضل.

تفسير حديث إنما العلم ثلاثة آية محكمة الحديث‌

قال في الوافي كأن الآية المحكمة اشارة إلى أصول العقائد فان براهينها الآيات المحكمات من العالم أو من القرآن في غير موضع (ان في ذلك لآيات أو لآية) حيث يذكر دلائل المبدأ و المعاد. (و الفريضة العادلة) اشارة إلى علوم الأخلاق التي محاسنها من جنود العقل و مساوئها من جنود الجهل فان التحلي بالأول و التخلي عن الثاني فريضة و عدالتها كناية عن توسطها بين طرفي الافراط و التفريط. (و السنة القائمة) اشارة إلى شرائع الأحكام و مسائل الحلال و الحرام.

و انحصار العلوم الدينية في هذه الأمور الثلاثة معلوم و هي منطبقة على النشئات الثلاث للإنسانية فالأولى على عقله و الثانية على نفسه و الثالثة على بدنه بل على العوالم الثلاثة الوجودية التي هي علم العقل و الخيال و الحس و ما عدا ذلك فهو فضل زائد لا حاجة إليه أو فضيلة و لكنها ليست بتلك المرتبة.

تفسير السيد الداماد للحديث المذكور

و عن السيد الداماد علم الآية المحكمة هو العلم النظري الذي فيه المعرفة بالله سبحانه و بحقائق مخلوقاته و مصنوعاته و بأنبيائه و رسله و بحقيقة الأمر في البدء منه و العود إليه و هذا هو الفقه الأكبر. و علم الفريضة العادلة هو العلم الشرعي الذي فيه المعرفة بالشرائع و السنن و القواعد و الأحكام من الحلال و الحرام و هذا هو الفقه الأصغر. و علم السنة القائمة هو علم تهذيب الأخلاق و تكميل الآداب بالسفر من اللّه و السير إليه و تعَّرُّف المنازل و المقامات و التبصرة بما فيها من الملهمات و المنجيات.

و قال شارح المعالم ملا صالح" رحمه اللّه" كأن الأول إشارة إلى العلم بالكتاب و الأخير إلى العلم بالأحاديث.

و الوسط و هو (فريضة عادلة) أي مستقيمة إلى العلم بكيفية العمل بالأحكام و المراد باستقامتها اشتمالها على جميع الأمور المعتبرة شرعا في تحققها.

(منها) ما في الكافي بسنده عن سفيان قال سمعت أبا عبد اللّه" عليه السلام" يقول وجدت علم الناس كله في أربعة أولها ان تعرف ربك و الثاني ان تعرف ما صنع بك و الثالث ان تعرف ما أراد منك و الرابع ان تعرف ما يخرجك عن دينك. و المراد بالأول هو معرفة ذات اللّه‌

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست