responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 60

علم إعجاز القرآن‌

ليس بأيدينا من كتب المتقدمين في هذا الموضوع إلا كتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني المتوفي سنة 471 الهجرية، وأحسن من تعرض لهذا الموضوع وكتب عنه كتابة تسحر الألباب وتذهل النفوس يقف البليغ والفصيح منها موقف الاعجاب والذهول. هو عمنا المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فقد راح (رحمة الله) يتحدث عن الإعجاز بأسلوب شعري يستهوي المشاعر ويرشدها إلى جمال نظم القرآن الكريم في كتابة (الدين والإسلام) في الجزء الثاني تحت عنوان (محمد) وقد رأيت نقله في هذا المقام لأهميته واحتياج القارئ لمعرفته فإليك ما خطه بنانه في بيان ما اشتمل عليه القرآن من مواد العلوم والأخلاق والفصاحة والبلاغة قال إن رسول الله (ص) محمد بن عبد الله، قد ادعى النبوة وتحدى على قومه بالمعجزة وطلب من أهل زمانه المعارضة. وأتى بما هو الشائع في وقته، والمتنافس عليه عند قومه وما يتفاخرون بإتيانه، ويترفعون بشأنه من الكلام الفصيح. والقول البليغ وكانت بلدته أملك البلدان لاساطين تلك الصنعة وأجمعها لمشاهير تلك البضاعة والسلعة. وزمانه أبهج الازمنة بمهرة الكلام وقد اجتمع منهم في أيامه وما قاربها ما لم يجتمع في غيرها من الأزمنة والأيام. ولما دعاهم إلى تلك الدعوة المقدسة طغوا وبغوا أشد البغي عليه وشق ذلك عليهم غاية المشقة حتى تخاوصوا بحماليق الحنق إليه‌[1] وما دعاهم إلا إلى هداهم ومذ كذبوه تحداهم، وما تحداهم إلا بالمألوف لهم والمعتاد لديهم، المأخوذ عنهم والمسوق إليهم الذي يمسون ويصبحون عليه، ويروحون ويغدون إليه، لا بأمر لم يمارسوه، وحال لم يعرفوه، من علوم غامضة وأسرار خفية طبيعية أو رياضية. ولم يزل (ص) يتقاضى منهم ذلك ويلح عليهم في ما هنالك بأنحاء شتى وطرق مختلفة وعبارات متفاوتة. حتى اعترف‌


[1] حملق: نظر بطرف العين شزرا. الحنق شدة الغيض.

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست