responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 61

بالعجز عرّيفهم وتلدد تليدهم‌[1] وطريفهم. وصقع مصاقعهم وأشاع شنائعهم، وكسد بضائعهم، وعاد لبيدهم بليدا وشيبتهم وليدا وقائمهم حصيدا، وعالمهم أبا جهل وسهيلهم على السهل، وعتبتهم اعتاهم وأبو لهبهم أخمدهم وأخزاهم وعبد شمسهم آفل، ونابغتهم خامل، وحي أخطبهم ميتا وابن أبي معيطهم أخفضهم صوتا، وهشامهم مخزوما، ومخزومهم مهشوما، وسراتهم أسارى، وكبارهم من الصغار صغارا، قد وسموا جباههم بنار العار والعيار، ورسموا على محاسنهم وسم السوء بالذل والصغار وجعلت كلماته في أعناقهم أغلالا فظلوا لها خاضعين، وطاشت ألبابهم فقالوا ما هذا إلا سحر مبين. ثم قنع منهم بعشر سور من سوره المنزلة، ثم تنزل معهم وهو الرفيع إلى أدنى منزلة، فقنع منهم بأن ياتوا بعشر آيات فأجمعوا أمرهم وما كان عاقبة جمعهم إلا إلى الخيبة والشتات وحين بدت عليهم المفحمة البليدة، رضي منهم بسورة واحدة فالتجؤوا إلى مفاوضة الحتوف عن معارضة الحروف، وعقلوا الألسنة والعقول وأعتقلوا الأسنة والنصول. ورضوا بكلم الجراح عن الكلم الفصاح وفروا إلى سعة آجالهم من ضيق مجالهم وتنصلوا بنصالهم ورأوا أن ذلك أقوى لهم من أقوالهم حتى هلكت على ذلك طواغيتهم وفراعنتهم وتفانت فيه عفاريتهم وثعابينهم، ودرجت وتحطمت قرومهم‌[2] وقرونهم وباءت بالوباء والوبال عليهم أعوامهم وسنينهم، وتبدلوا بعز الملك ذلا وما انجلت غبرة الضلال عن جبهة الحق إلا وهم بأسرهم أسرى أو قتلى إلى أن عادت كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، كل ذلك فرارا عن المعارضة ونقضا لحبال الرد والمناقضة تشهد لك بذلك التواريخ والسير والآثار والعبر من جميع الأمم المليين لا خصوص المسلمين والمنتحلين كيف ولو كان لبان، ولو وجد لحصله الوجدان ولتعين أن يقع عليه العيان، إذ الدواعي متوفرة على نقله أشد الوفور متوجهة إلى اذاعته ونشره من ذلك اليوم إلى يوم النشور، فإنه صلوت الله عليه قد زاحم جميع ملوك الأرض، واستطالت دعوته في الطول والعرض وناطحت كباش كتائبه جميع الأمم من‌


[1] التلدد التلفت يمينا وشمالا من الحيرة التليد القديم ويقابله الطارف وهو الجديد المستحدث

[2] أي شجعانهم.

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست