responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 58

اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا المسمى ببيت العزة وبعبارة أخرى إنا نقطع بأنه غير مراد من هذه الآيات الكريمة نزوله على النبي لأن نزوله على النبي كان متفرقاً في شهر رمضان وفي غيره ولم يكن في ليلة واحدة فلابد من أن يكون المراد بهذه الآيات هو نزوله من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا المسمى ببيت العزة وكان ذلك في ليلة واحدة هي ليلة القدر الواقعة في شهر رمضان.

التنزل الثالث: هو نزوله بواسطة جبرائيل على النبي (ص) قطعا متفرقة والدليل عليه هو بداهة نزوله على صدر النبي (ص) كذلك وإجماع المسلمين عليه، وقوله تعالى في سورة الشعراء: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ‌) هذا ما ذكره القوم ولكن يمكن أن يقال: إن للقرآن تنزلين فقط:-

التنزل الأول: من ذات الله المقدسة إلى اللوح المحفوظ والآيات الثلاث المتقدمة ناظرة إلى هذا التنزل.

والتنزل الثاني: هو تنزله من اللوح المحفوظ بواسطة الوحي على نبينا محمد (ص) ولعل الاعتبار يساعد على ذلك ولعل ما ورد في الأخبار من ذكر نزوله إلى سماء الدنيا هو نزوله إلى اللوح المحفوظ. وتحقيق ذلك وتنقيحه ليس يترتب عليه أثر شرعي والله أعلم بالصواب. ثم إن المنزل به على النبي (ص) هو تلك الألفاظ بتلك الهيئات من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس، وهي كلام الله وحده خلقها وأوجدها ولا دخل لجبرائيل ولا لمحمد في إنشائها وترتيبها لقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القرآن مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ‌) فليس لجبرائيل ولا لرسول الله (ص) في هذا القرآن سوى حكاية ألفاظه. ثم إن عند الشيعة أن نزوله على نبينا (ص) كان في مدة عشرين سنة كما في الكافي وفي من لا يحضره الفقيه والمشهور عند العامة كان نزوله بمدة ثلاث وعشرين سنة تدريجاً. ثلاث عشرة سنة منها في مكة وطنه الذي ولد فيه وربى ونشأ فيه، وعشر سنين بعد ذلك كان يقيم بالمدينة بعد هجرته (ص) من مكة. وعن ابن عباس أنه بعث رسول الله لأربعين سنة فمكث في مكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة إلى المدينة

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست