responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 57

كيفية نزول القرآن الكريم‌

المراد بالنزول‌ هو ظهور القرآن المجيد بحسب الاحتياج إليه بواسطة وحي جبرائيل (ع) للنبي الكريم (ص) وإطلاق النزول على الظهور إطلاق مجازي، والمجاز بابه واسع وميدانه فسيح، وهو باعتبار أن ظهوره كان بسبب نزوله من العالم العلوي إلى العالم السفلي. ثم أن ابتداء نزول القرآن الكريم في السابع والعشرين من رجب عند الإمامية بأجمعهم، وأما عند أهل السنة فقد ذهب علماؤهم إلى أن ابتداء نزول القرآن في ليلة القدر لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وكان ذلك في شهر رمضان لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن‌) وتوضيح الحال أن القرآن قد نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا فحفظته الملائكة الحفظة وكتبته الملائكة الكتبة، ثم أنزل إلى الأرض نجوماً أي قطعاً متفرقة لقوله تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث‌) فكان القرآن ينزل على النبي (ص) على شكل قطع متفرقة، فقد ينزل منه سورة بأجمعها كالفاتحة والمدثر، وقد ينزل منه آية واحدة أو خمس آيات أو عشر آيات. وكانت تنزل حسب الأحداث والوقائع والمناسبات الفردية والاجتماعية وما زال الأمر كذلك حتى بلغ القرآن الكريم هذا المبلغ من الآيات والسور.

هذا ما ذكره علماء نزول القرآن وهو يرجع إلى أن القرآن له تنزلات ثلاثة:

التنزل الأول: من ذات الله المقدسة إلى اللوح المحفوظ بدليل قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ).

التنزل الثاني: من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا فحفظته الملائكة الحفظة وكتبته الملائكة الكتبة بدليل قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة) وقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر) وقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن‌) فإن هذه الآيات الشريفة ظاهرة في كون القرآن الشريف. نزل مجموعة وكله دفعة واحدة في هذا الوقت وفي هذا الظرف الخاص، وهذا المعنى لا يتصور في نزوله على صدر نبينا لأنه لم يكن قد نزل على نبينا دفعة واحدة بمجموعه وكله فلابد من أن يكون المراد نزوله من‌

اسم الکتاب : الهادي فيما يحتاجة التفسير من مبادي المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست