اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح الجزء : 1 صفحة : 271
وخاصة بعد او في اواخر القرن الحادي عشر وخلال القرن الثاني عشر
للهجرة.
وكان أثر هذه الحركة ان صدمت علم الأصول وعارضت نموه وعرضته لحملة
قوية وجمدته زماناً وان لم يتوقف نهائياً، وكان على الجامعة النجفية بأعتبارها
المركز العلمي العام للشيعة ان تتلقى هذه الصدمة بكل صبر.
ولابد ان نتساءل عن طبيعة هذه الحركة وبواعثها: وبالرغم من ان
المتحدث الأسترابادي كان هو رائد الحركة الأخبارية فقد حاول ان يرجع بتاريخ هذه
الحركة الى عصر الأئمة وان لها جذوراً عميقة في تاريخ الفقه الأمامي لكي تكتسب
طابعاً من الشرعية والأحترام. فهو يقول: ان الأتجاه الأخباري كان هو الأتجاه السائد
بين فقهاء الأمامية الى عصر الكليني والصدوق وغيرهما من ممثلي هذا الأتجاه، ولم
يتزعزع هذا الأتجاه الافي اواخر القرن الرابع وبعده حين بدأ جماعة من علماء
الأمامية ينحرفون عن الخط الأخباري، ويعتمدون عليالعقل في استنباطهم ويربطون البحث
الفقهي بعلم الأصول تأثراً بالطريقة السنية في الأستنباط، ثم اخذ هذا الأنحراف
بالتوسع والأنتشار. ان البواعث النفسية التي دفعت الأخباريين وعلى رأسهم المحدث
الأسترابادي الى مقاومة علم الأصول ساعدت على نجاح هذه المقاومة نذكر منها مايلي:
اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح الجزء : 1 صفحة : 271