كان الشيخ جعفر الكبير، طاب ثراه، من العلم والتقوى والصلاح والزهد والعبادة والورع بمكان عظيم وله مع ملوك عصره من المسلمين في العراق وأيران مواقف مشهودة ولعلي بذكر مايلي أستطيع أن أبين جزء من مكانته الأجتماعية ومواقفه المشهوده التي ذكرها المؤرخون وهذه قضية واحدة تعطينا صورة واضحه عن تركز الشيخ ومدى التقدير الذي حصل عليه، ولى السلطان فتح علي شاه القاجاري ولده الأكبر محمد علي ميرزا تمام محال كردستان من كرمنشاه الى خانقين ومن خرم آباد الى حدود البصرة وذلك حين تعدى علي باشا والي بغداد على أيران وجند ثلاثين ألفاً بقيادة أبن أخيه سليمان باشا كهيا الكرجي الرومي، فتجاوزوا عن خانقين الى شهرزور ومنها الى بحيرة مريوان، فتلاقوا هناك، وأشتعلت نيران الحرب هناك بينهما، حتى أنكسر عسكر الروم وأنهزم الى حدود الموصل وبغداد عن ثلاثة ألاف قتيل، وأكثر منهم أسيرا، وفيهم القائد كهيا الكرجي المذكور.

فالتجأ علي باشا والي بغداد الى شيخ الجعفريه الشيخ جعفر الكبير، فقبل الشيخ ألتماسه، وذهب الى محمد علي ميرزا شفيعاً للأسرى فقبل شفاعته ما عدا كهيا، فأطلقهم جميعاً، وبعث كهيا مقيدا الى السلطان فتح علي شاه، فأمر بحفظه وفك قيده الى أن تهيأ الشيخ للسفر الى طهران فوصل الى السلطان مكرماً مقبول الشفاعه فأخذه معه وعاد الى بغداد.