responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 19

محمد (ص) مع هذا الرهط وبعد تداول ودي بين أبناء العم اتفقوا جميعاً على مساعدة شيخهم الطاعن في السن والذي لا يغادر فراشه من شدة المرض ليخففوا الثقل عنه فأخذ العباس طالباً وأخذ الحمزة جعفر بينما استبقى أبو طالب أكبر ابنائه عقيلًا بجواره فلم يبق من أولاد أبي طالب غير علي الصغير فأخذه الرسول (ص) ليعيش في كنفه ينعم في حلل السعادة والأيمان ويرفل في أثواب الطهر والتقوى والصفاء والنقاء. درج علي في أحضان النبي وتربى تحت رعايته ورضع من لبن دعوته بكل ما اشتملت عليه ودعت اليه.

ومنذ هذه اللحظة عاش علي يرتشف من اقداح النبوة حتى ارتوى وفاض به الأرتواء لأنه كان يشعر بمذاقها الحلو يسري في دمه فيبعث القوة في عروقه تلك القوة التي يستمدها من صاحب الدعوة من محمد العظيم الذي كان يدعو الناس لذلك الدين العجيب ليغير مجرى الحياة مع أول ضوء جديد. والغريب هنا حقاً هو أنه علياً ذلك الطفل الذي لم يكتمل نضوجه بعد يستوعب تلك الرسالة العظيمة.

فهل كان علي يعقل تلك الرسالة وهو لم يتجاوز عمره الستة سنوات الا بقليل. هل كان في امكانه تفهم ذلك الدين الجديد الذي يخالف دين آبائه واجداده. لم تكن رسالة الأسلام بالشئ الجديد عليه والمستغرب عنده لأنه جبل على الحب والتعاطف والتقوى ولأن تعاليم الأسلام كانت لها قابلية عنده وخاصة اذا كان صاحبها محمد (ص) ذلك الرسول الرحيم الذي أستأذن عمه أبو طالب في اسلام ابنه علي الذي رباه وعلمه.

اسم الکتاب : النجف الأشرف( الجزء الاول) المؤلف : كاشف الغطاء، صالح    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست