من بعد أخيه يزيد، وبعد أن فرغ الأمام علي (ع) من حرب الجمل وخرج منها منصوراً على الحجاز والعراق أحس بالخطر يخيم على ولاية مصر التي كان يحدوها جيش معاوية بالشام وخاصة عندما عزل واليها قيس بن مسعود الذي كان أدرى العرب بحرب معاوية كما كان نداً في الدهاء والسياسة والذي عزله الأمام علي لشك في سياسته وتلاعب في مسلكه وعين بدلًا منه محمد بن أبى بكر. هو ابن عم محمد رسول (ص) وكلاهما من حفدة هاشم بن عبد شمس وهاشم الذي تنافر مع امية كما ذكرنا أعلاه عند الكاهن الخزاعي والذي خطب في قومه: (أيها الناس نحن آل أبراهيم وذرية أسماعيل وبنو النضر بن كنانه وبنو القصي بن كلاب وأرباب مكة وسكان الحرم لنا ذروة الحسب ومعدن المجد ولكم في كل خلف يجب عليكم نصرته وإجابة دعوته الا ما دعى الى عقوق عشيرة وقطع رحم) هذا هو نسب الأمام علي بن أبي طالب (ع).

نشأته‌: ولد الأمام علي بن أبي طالب (ع) سنة (22) قبل الهجرة النبوية ولدته أمه فاطمة بنت أسد في جوف الكعبة وهي أشرف بقعة على الأرض والده أبو طالب (عبد مناف) له أربعة أولاد أكبرهم عقيل وهم طالب وجعفر وعلي، ولما كبر سنه واشتدت الفاقة به فاجتمع رهط بني هاشم لينظروا ماذا حل بكبيرهم بعد ان سأم الحياة وعركته السنون وليخففوا عنه عبئ الأولاد الأربعة حتى يتمكن من أن يقضي ما تبقى من عمره في بحبوحة من العيش وقد أشترك سيدنا