responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 63

لو انها صنعت ذلك عن جد وحقيقة، لجعل الله منها قوة هائلة تخضع لها جميع دول الدنيا كما خضعت للاسلام من قبل.

والدول الغربية عرفت ذلك حق المعرفة، فأخذت تعمل كل ما في إمكانها من التدابير، وأمعنت في الدول الإسلامية، والشعوب العربية تفريقاً وتمزيقاً، ووضعت الحدود والقيود، وفرقت بين المرأ وزوجه، والأخ وأخيه، والولد وأبيه، فكيف لا تفرق بين أمة وأمة، ودولة ودولة.

أما آن لهذه الحكومات والشعوب ان تستيقظ من رقدتها، وتنشر من موتتها، وتتدارك أمرها، أما أيقنت وأذعنت ان هذا الاستعمار الأعمى الظالم، بل المجنون العارم، يستحيل التخلص منه الا بالاتحاد العميق، والاتفاق الوثيق، وان تكون تلك الدول كأجسام فيها روح واحدة. ولكل واحدة التمتع بوحدتها واستقلالها مع انضمامها الى أخواتها في سائر أحوالها، بهذا حياة هذه الشعوب والدول، والا فالى الهلاك مصيرها لا محالة. ولا أقل ان يحصل للدول العربية او لشعوبها الوعي الصحيح الذي يدفعها للعمل الجدي والمجدي الموصل للغاية المنشودة من حرية وتقدم واستقلال واتحاد وما ذلك على الله بعزيز.

(رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)

كلمة الناشر

كتب سماحة الامام دامت بركاته هذا الجواب الذي قد فاض به قلمه فابدع فيه بحقائق راهنة وأسرار عن الوضع العراقي كامنة وما تبيت له الدول الصديقة من البوار والتدمير والخداع السافر المكشوف من الدولتين الصديقتين أمريكا وإنكلترا وفضح (أيده الله) تلك السياسة الغاشمة بأجلى بيان، وأوثق برهان.

نعم كتب كل ذلك على عادته من الرسل في الكتابة والخطابة من دون وقفة وأناة بل على جري القلم وعفو الخاطر وحضور البديهة مرتجلًا، بلا تحديد مراجعة في‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست