responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 62

وفورة بركان ملتهب يقذف الحمم جمراً، ويرمي باللهب قسراً.

زفرات حرية بأت تكون حرى، لا يستطاع امساكها ولا استدراكها، وكيف يستطيع الغيور، الصبر على هذه الأمور، وهو يرى بلاده نهباً مقسماً، للأعداء مغنماً، والمسلمون صاروا أذل من اليهود بل فريسة لهم. ومع هذا كله، فما أردنا ان نخدش عاطفة، او نمس كرامة او ننال أحداً بسوء.

نعم ان ما أردنا فيما أوردنا الا النصيحة. وما بعثنا عليه الا الاخلاص في أداء رسالتنا، والقيام بواجبنا، وخروجاً عن عهدة المسؤولية يوم الحساب كي لا يقال لماذا لم نأمر بالمعروف وأنت تعرفه ولم تنه عن المنكر وانت تبصره. وها أنا ذا قد وقفت على عتبة الثمانين، وأخذت أهبة الراحلين غداً او بعد غد (وما أنا إلا هامة اليوم او غد). وقد انهكت قواي الأيام والآلام، ولم يبق من متع حياتي إلا آلامي وأقلامي، عساني أنتفع بالأولى، وأنفع أمتي بالثانية.

واذا كان في البيان، بعض الأحيان، خشونة، او في المقال شدة، فان الاعمال بالنيات، والعبرة بالمقاصد، لا بظاهر الكلمات. ولعل هذه الكلمة الناعمة ترفع تلك الخشونة، وتلين بها تلك الشد. فما قصدنا إلا الخير. ولا أردنا إلا المجد والمنعة، والعلو والرفعة والنصيحة الخالصة، لا لبلادنا (العراق) فحسب، بل لما هو أوسع من سائر أوطاننا العربية المجاورات لنا، العزيزات علينا كالأردن والكويت والمملكة السعودية، وما اليها من لبنان وسوريا ومصر واليمن، بل وما بعدت المسافات ما بينا وبينهن وهي منا ونحن منها، ديناً ولغة وأخلاقاً وأعرافا ومحنة، كتونس والجزائر ومراكش وليبيا، بل وعامة الممالك الإسلامية التي تشاركنا في الدين كما تشاركنا في الابتلاء كإيران والأفغان والباكستان وإندونيسيا.

ولو ان هذه الشعوب والممالك خلصت لله نيتا، وأحكمت وحدتها ووحدت كلمتها، وسحقت الأطماع وسياسة الخداع ما بينها، عارفة حق اليقين، ان مصارع العقول، تحت بروق المطامع، وان الاتحاد قوة، والاجتماع ثروة.

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست