responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 35

حبشي أجدع فأطيعوه، فقال: لا يا سيدي لا نريد من الحاكمين ان يكونوا ملائكة ولا معصومين ولا من العلماء المتقين نريده ان يكون الحاكم كرجل عادي وكواحد من ذوي الحرف والمهن. نريده كالبقال والحمال والكاسب، نريده ان لا يكون (حرامي) ولصاً وسارقاً ومختلساً، نريده ان لا يقول فيكذب وان لا يعد فيخلف، ولا يتولى فيظلم، ولا يؤتمن فيخون نريده ان لا يتكبر ويطغى ويتجبر. نريده ان لا يشمخ بأنفه على أفراد الأمة التي يعيش من مالها ويتنعم على حسابها.

نعم نحن نرضى ونطيع لعبد حبشي أجدع اذا كان عفيفا نظيفا، شفيقاً على من يتولى عليهم. ولا يستفزه الطمع، فيبيع أمنه وبلاده بيع السلع.

هكذا قال لي الرجل والله شهيد على ما قال وأقول. ثم عقب كلامه فقال: لا نريد منهم ان يلتزموا بأركان الدين، وشعائر الإسلام والمسلمين. أما الصوم والصلاة والحج والزكاة وزميلاتها من أمهات ومهمات قواعد الإسلام.

فدع عنك نهباً صيح في حجراته‌

ولكن حديث ما حديث الرواحل‌

الحديث حديث الصدق والأمانة، والعفة والصيانة، حديث الظلم الفاحش، والحكم الطائش، حديث الرشوات والمحسوبيات، وحرمان الوظائف لذوي الكفاءات، حديث انطماس الآداب الاجتماعية، واندراس العائر الإسلامية، قد تسلم على بعضهم فلا يرد السلام، وتكتب اليه الكتاب في دفع ظلامة او مصلحة عامة، فلا يعيد الجواب، ولا يدري ان جواب الكتاب واجب كجواب رد السلام، انبثق في بغداد سيل العرم، من الموبقات والمنكرات وطغى فيضان الويسكي والبيرة وأخواتها من الاشربة الاجنبية وارتفع نقاب الحياة، وصار كل واحد وواحدة يعمل ما يشاء. نعم طغى فيضان هذه الموبقات أكثر من طغيان فيضان الماء المتدافع على بغداد وضواحيها من الأرض والسماء. ولعل هذا لفيضان من آثار ذلك الفيضان، ومن بعض عواقبه وعقوباته. اذ ان هذا الاندفاع الهائل ليس أمراً عادياً، ولا حدثاً طبيعياً. فان كل حادث خارق للعادة، ناشز على نواميس الطبيعة، وخارج من المتعارف، لا شك انه‌

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست