responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 33

يصح ا يقال: ان نسبتها ذلك اليوم الى هذا اليوم نسبة العفيفة الطاهرة الى العاهرة الفاجرة.

كنا نتردد على بغداد فنجد فيها بقية من الصالحين ينهون عن الفساد في الأرض. وتجد فيها بيوت الشرف والشهامة، والفتوة والزعامة. وفيها فئة صالحة من العلماء الأتقياء من السنة والشيعة. أدركت فيها من الفريق الأول، عبد الرحمن النقيب، ومحمد جميل وولده عيسى، وشكري، وعاكف، ونعمان، وأمثالهم من الآلوسيين ويوسف السويدي وولده ناجي، وعبد الحليم الحافاتي، والشيخ سعيد في جامع الفضل، وأخاه الشيخ عبد الوهاب النائب وآخرين من أقرانهم. ود عاشرتهم جميعاً، وذاكرتهم في أكثر العلوم مراراً حتى في الحكمة والكلام. فكانت لهم في المعارف الإسلامية مكانة مرموقة، ومثلهم من الفريق الآخر كالسيد حسين حيدر، وأبنه السيد كاظم والشيخ شكر والشيخ أحمد الظاهر.

والقصارى اننا كنا اذا دخلنا بغداد نجد أنفسنا قد دخلنا بلداً اسلامية يلوح عليها شعائر الإسلام. وفاعل المنكر لا يستطيع التجاهر به. فلا تجد حانوتاً يباع فيه الخمر علانية. نعم قد يباع عند اليهود في الخفاء.

أما اليوم فأعاذنا الله من شر هذا اليوم ومن أشراره، وما أكثر الأشرار فيه. نعم بغداد اليوم انقلبت فيها المقاييس، وانتهكت بها الحرمات والنواميس، ولبس الإسلام فيها لبس الفرو مقلوبا، المعروف منكر والمنكر معروف، والفسق والفجور، وشرب الخمور والبغاء والزنا، والرقص والخنا، والقمار والعهار. يتعاطاها الصغير والكبير، والغني والفقير. كل حسب امكانه بلا نكير والنساء والرجال على ذلك المنوال لا ناعي ولا آمر، ولا واعظ ولا زاجر. والمصيبة العظمى شيوع كل ذلك وتفشيه في الشباب بل والشباب المثقف فيما يزعمون. وأعظم من ذلك رزية سريانه حتى الى المسؤولين والحاكمين والذين يجب ان يكونوا هم المصلحين.

اسم الکتاب : المثل العليا في الإسلام المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست