كان الشرق بأجمعه يعاني كابوسين من الاستعمار. إنكليزي وفرنسي وفي كل
برهة ينتفض قطر من المستعمرات انتفاضة يحاول التخلص من البلية الاستعمار، فيخدعونه
باعطاء الاستقلال المزيف، في استعمار مغلف، ويبدلون الصيغ والعناوين، استعمار
فانتداب فحماية، الحقيقة واحدة لا تتغير، والعبارات شتى.
حتى نزلت الى ميدان الاستعمار الدنيا الجديدة فجاءت بلون من
الاستعمار جديد، الدفاع المشترك، المساعدات العسكرية النقطة الرابعة، المساعدات
الفنية، الحلف العسكري، وكلها خداع وصراع، واختلاست وأطماع، خداع مغلف وطمع مزيف.
(ص) ولو ان امريكا تريد المساعدات الحقيقية والمعنوية الجدية للدول
الضعيفة المتأخرة لظهر أثر ذلك حتى الآن. وقد مضى على هذه المواعيد والأقاويل زمن
ليس بالقليل. هذا العراق وهذه سوريا ولبنان أية مساعدة وجدوها من أمريكا وأي مشروع
ينفع أنجزته أمريكا. نعم لم يجدوا غير الضجة والأقاويل، وكلها تهاليل وأباطيل.
تريد ان تأخذ منا كل شيء ولا تعطينا أي شيء، وقد قال بعض كبراء
ساسة الولايات المتحدة مشيراً الى هذه الأساليب والأكاذيب: (هكذا علمتنا أمتنا
إنكلترا).
اضطهاد الزنوج يفضح سياسة حكومة أمريكا
لو كان عندالأمريكان شيء من المثل العليا، والقيم الروحية لحموا
الهنود الحمر السكان الأصليين للبلاد، والأمريكان أجانب عنهم ونزلاء عليهم، لحموهم
من الانقراض والفناء، لعطفوا عليهم لقلة عددهم وتأخرهم وحياتهم البدائية.
ولكن الهنود الحمر العزل المساكين لاقوا من الفاتحين المغامرين ألوان
العذاب والموت والتشريد والتقتيل، ولو كان عند حكومة أمريكا الحاضرة ذرة من العدل
والانصاف، لأحسنوا معاملة الزنوج الذين استعبدوهم منذ مائتين من السنين، ولم يفكوا
أسرهم وعبوديتهم حتى الآن وقد بلغ عددهم خمسة عشر مليون نسمة. نعم