responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 31

أسألك بشرف المجد وعزة العلم أن تبين لي رأيك بصراحة وتوضحه إلي دون نقصان. ما رأيك لو فقد إنسان فلذة كبده وساعده الأول؟ كيف يكون حاله؟ وكيف يودعه في قبره، ويتركه؟ وكيف ينفض تراب قبره من يده؟ وعند ذلك يكون الدين قطب ملك حركات هذا الرجل وسكناته، ومركز دائرة أفعاله وأعماله ومحور أقواله وصفاته وعند ذلك ينزل الدين السكينة في قلبه، ويودعه الطمأنينة من نفسه، ويطمئنه بالراحة على فقده، وأنه مودعه إلى من هو أحرص عليه منه وأحب عليه منه، وإنه أخذه مثلما أعطاه، وسينعم عليه مثلما أنعمه عليك، وللدين سلطة على النفوس يسيرها تبع إرادته فهو يمنع القوي من أن يأكل الضعيف ويمنع الضعيف من أن يمتلك الأضعف، وهو سائس وليس بمسوس، وهو يحمي العزة والشرف، ويضع الأشياء بمواضعها كي لا يحيد الإنسان عنها، وهو يمنع الإنسان من النزول إلى صحراء الضلال وعرصات الهوى والدين كلما زاد جاحدوه رغم إن وجدانهم يؤيده يزداد جلاء ووضوحاً وسمواً وارتفاع، وكلما زاد منكره يتضاعف مناصروه، ومهما يريدون الأعداء أن يطفئوا مصابيحه وتخمد شعلته وينتهي أمره كلما قوي واشتد وتراموا هم كي يزيدوا شعلته مثلهم لك مثل الفراش على النار، وهو وقود لها فلا تزداد النار إلا اشتعالا، والله ولي التوفيق. إن الثقافة الدينية هي خير سبيل حيث بها تنشل الإنسانية من غمرات الحروب وتبعد عن منسأة الشرور، وتنصرف للصالح العام والنفع الشامل. ولا أعني بالثقافة الدينية هي مجرد اللقلقة اللسانية والتقاليد المتبعة، وإنما أعني بها تركيز العقيدة الدينية في النفوس بحيث تلتهب بها العاطفة وتلتاط بالضمائر والدخائل، ويبذل في سبيلها النفس والنفيس بعد الشعور بأنها التحفة الملكوتية التي ضمنت للعالم الإنساني سعادة الدارين وخير النشأتين.

المحافظة على أداء الوظائف الدينية

أيها الملأ الصالح:

حافضوا على الوجبات الإلهية وترك المحرمات الشرعية فإن الحسين (ع) قد أدى الصلاة جماعة وهو في حومة الحرب تحيطه الأعداء من كل جانب ومكان، فلو كانت زيارته تسقط معها الوظائف الدينية لسقطت عنه (ع) الصلاة التي هي من أجلى الشعائر الإسلامية، وكيف يتخيل ذلك والله (عز و جل) لم يأمر بشي‌ء إلا كان له العقاب على تركه ولم ينهَ عن شي‌ء إلا كان له العذاب على فعله وباستقراء الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والأخبار الصحيحة يوقن من له أدنى بصيرة أن الشريعة الإسلامية تأبى لمعتنقها أن يتطاول على حرمتها مهما قام بعمل وتمنع من التعدي على حريمها مهما صنع من خير، [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‌] [1].

السر في كلمة التوحيد المبين‌

إن الإسلام على أصلين أحدهما:


[1] سورة الزلزلة، الآية( 7- 8).

اسم الکتاب : الكلم الطيب المؤلف : كاشف الغطاء، علي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست