responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 43

عرى أدب عال تمشى مع تلك الفلسفة قروناً متطاولة وقد انعكست حيرة بعض المتثبتين من علماء الغرب واستحالت شكوكهم في أذهان هؤلاء العصبة إلى جزم ويقين.

يقول‌ شميل‌[1]: ( (إنَّ الإنسان بموادّه وقواه طبيعي وكلّ ما فيه مكتسب من الطبيعة وموجود فيها ثم يقول إذا كان العلم يرى أن المواد والقوى الموجودة في الطبيعة والمشتركة بين سائر كائناتها كافية وحدها لتفسير جميع تحوّلاتها وأفعالها البسيطة والمركبة الراقية فأي حاجة بنا بعد ذلك إلى القول بقوى غريبة لا يدّل عليها العلم وليس لنا اقل دليل علمي كذلك على وجود شي‌ء غير منظور مادام كل شي‌ء تقوم به مواليد الطبيعة موجودا في العالم المنظور ينشأ فيه ويعود إليه حتى ولا دليل فلسفي كذلك يستقي مصادره من العلم)).

وهو شيخ هذه العصبة في الأيّام الأخيرة وأبو جماعتهم يقول ذلك مؤمناً بهذه العقيدة المادية البحتة الّتي نشأت عن قلة الإدراك وضعف الشعور والإحساس مقتنعاً بهذا الفرض الذّي لا يقوم عليه إذا أردنا بالطبيعة ما هو المنظور فإنّ كل هذا المنظور لا يكفي في ما نعلم حتى الآن لتعليل جميع الظواهر الطبيعية وكم من الظواهر الطبيعية ما يبقى سرّه مكتوماً أبد الآبدين وقد يضطر المادي نفسه لفرض مجهول كفرض الأثير لتموجات النور.


[1] شبلي شميل.

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست