responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 42

وقد روى‌ المقتطف‌ مناظرة جرت في إحدى المجامع العلميّة كانت نتيجتها إن الأحوال الّتي ظهرت في أثنائها الأحياء الأولى يتعذر وجودها الآن وهذه النتيجة تشتمل على اعتراف ضمني مؤداه العجز عن إدراك سرّ الحياة بدرجة يجعلها عملًا كيماوياً كسائر الأعمال الكيماويّة الّتي نستطيع أن نبتدع مثلها.

ومن الغريب أن يرتاح خصوم مذهب مناجاة الأرواح للروّاية المأثورة عن‌ ميرس‌ وهو من اكبر الباحثين في مناجاة الأرواح فإنّه قد كتب ورقة ووضعها في ظرف وختمه ووعد في حياته بأن تأتي روحه بعد موته وتخبر بما فيها وادعى بعضهم بعد موته أن روحه ناجته بما فيها ففتح الظرف فظهر إن ما في الورقة لا يوافق ما اخبر به ذلك البعض فلعل الدّكتور لا يستطيع الوفاء بوعده وهو في شرك الموت أو أن ذلك البعض لم يتيسر له أن يستحضر روح الدّكتور وقد غولط من قِبَل روح أخرى ولِمَ لا تكون هذه الرّواية شاهدة على أن ذلك البعض غير بارع في أسرار هذا الفن؟.

ويسوءني أن يستحوذ العناد على بعض قّراء الدّراسة الماديّة الذين أحتاشوا معارفهم على غير أسلوب مدرسيّ متسلسل وتحمّسوا لنظريّات ذكرها أربابها على سبيل الاحتمال والتخمين ومن قبيل أن الأمر ما لم تشك فيه فلا تكون على يقين منه واستخدموها غير مكترثين ولا مبالين لزعزعة أركان فلسفة احتفظ بها العقل البشري قروناً متطاولة في أثرى الأدمغة معرفة وشعوراً فسمموّا أفكار الطبقة الوارثة لتلك النظريات المحكمة الرصينة وارتاحت ضمائرهم لتفكيك‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست