responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 44

الإلهيون والماديّون وآراؤهم فيما وراء الطبيعة

لا ريب أّن الرّوح التّي نحن بصدد إثباتها من جملة غير المنظور وما وراء الطبيعة، وقد جحده الماديّون بجملته وأنكروا مالا سبيل لحواسهم إليه بكليته وليست الرّوح بخصوصها ذات شأن خاص في التفكير والاستنتاج المادي عندهم بل لأنها داخلة في ذلك الضمن ومشمولة لمؤُدّى الحكم، فالقائلون بإثبات الرّوح مازالوا بين خصمين أولئك الذّين يجحدون ما وراء الطبيعة بجملته وآخرين لا يجحدون ذلك كله ويعترفون بالصانع جلّ شأنه إلّا انهم لا أدريون أو منكرون لوجود الرّوح فإذا تقارعت الحجج مع الفريق الأول فلابد أن ينصرف البحث إلى أهم نقاطه وإلى الدّعامة الأساسية فيه وهي وجود الصانع جلّ شأنه.

ونحن قد دللّنا على وجود الرّوح بخصوصها واستلزم هذا الإيجاب ضمناً وهن ذلك السلب المطلق ولسنا الآن بصدد دحض دعاوى الماديّين أو كشف شبهات اللا أدريين من حيث الجملة فهذا نرجئه لمورد آخر في فرصة أُخرى إلّا أنّي أريد أن أنبهك على سرّ الغموض في مسألة وجود الخالق جلّ جلاله وأوقفك على الأصل المستلزم لاختلاف الآراء فيها من دون نشر حجة على الإثبات أو إقامة شاهد على النفي فهذا ما قد اعتمدنا بيانه في موضع آخر إنما الذّي يهمنا هنا بيان سرّ الغموض في المسألة ومصدر تباين الأفكار فيها فإنّ المرء إذا وقف وقفة المتفرّج على الخصام وأشرف إشراف المراقب لذلك النزاع وجد في كل واحد من الفريق المخاصم الأساتذة المبرزين والعقلاء

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست