responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 26

والعلاقة الكائنة بين الجسم والنفس مبهمة غامضة.

أَتَحْسَبْ إنَّكَ جُرْمٌ صَغير

وَفيكَ إنْطَوى العالَم الأَكْبَرُ

وَأَنتَ الكتابُ المُبينُ الذي‌

بأَحْرُفِهِ يَظْهَرُ المُضْمِرُ

أصرّ الماديّون أن كلّ ما ننسبه إلى الرّوح من الأعمال إنما هو وظائف عضويّة، فكما أن المعدة والأمعاء وظيفتهما الهضم ووظيفة بعض الغدد إفراز اللّعاب كذلك القياس والمقارنة والتفكير والتعقل هي من وظائف المخ، وجميع هذه الأعمال المعنويّة الباهرة من هضم مجموع محتويات التجويف الدّماغي.

إرتباك الماديين‌

وهنا يقع الماديّون في أشد درجات الارتباك فليس الاعتراف بأمر لا يرى ولا يلمس ولا تنطبق عليه قوانين الفلسفة المادية تنبعث عنه تلك الأعمال الباهرة كما يقول الرّوحي بأعظم من الاقتناع بأّن الاستنتاج العقلي والإدراك وغيرهما مما لا يشبه المنتجات الماديّة ولا يناسبها هي نتيجة وظيفة عضويّة ترتفع وتنحطّ على نسبة تركيبه الكيماوي كالإفراز والهضم.

وقد أيد الماديّون رأيهم هذا بشواهد من علم وظائف الأعضاء مثل إنّ الحيوانات الّتي ليس لها جهاز مخيّ أو يكون لها ذلك ولكنه بدرجة بسيطة غير كاملة كالأطفال، فاّن الإدراك والتعقل في هؤلاء إما معدوم أو ملحق بالمعدوم ومثل إن الاختلال العقلي والغباوة نتيجة نقص في المخ أو تشوه فيه أو فساد في مادته، ومثل إن جوهر المخ يزيد وينمو

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست