responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 27

بالريّاضة والعناء العقلي كما ينمو العضو الجسدي وتشتدّ عضلاته بالريّاضة والمجهودات الجسميّة.

أما الرّوحيون فلا يرون في ذلك الاستقراء شهادة، وإنّ الكمال المخيّ شرط لانبعاث تلك الأعمال الّتي لا تشبه منتجات المادة عن مصدرها وهو الرّوح وليس في جميع الأحوال العقليّة يصح لنا أن نجعلها أداء لوظيفة عضويّة ومعلولًا لعلل مادية محضة كالحب والبغض والذاكرة والأميال الخاصة الّتي تستمرّ مع الشخص في جملة أدوار حياته التي لا يكون فيها نسيجه الدماغي بدرجة واحدة، والمجموع الدماغي مؤلف من ألياف مخيّة معقودة من مواد جامدة فاقدة للحس والإدراك ذات خواص معروفة لا يصح لنا التمحيص العلمي دعوى أن الشعور والتصوّر وسائر الأحوال العقليّة غير المحدودة من منتجاتها ووظائفها، ولا ضير إذا التزمنا أن لكل مدرك روحاً حتى الحيوانات ولكن الأرواح تتفاوت درجاتها في مراتب الكمال. وللرّاغب الأصفهاني‌ في وجود الرّوح وفي إنها ليست من قبيل الأجسام كلمات وصفها بأنها تكشف دثار العماية وترفع سجف الغواية أتلوها عليك ملخّصة مصفاّة وهي بعد أن اعترف إن معرفة ماهية النفس وقسطها من الوجود أمر مستصعب غامض وإن من الأشياء البيّنة أن الجسم إذا قبل صورة لا يمكنه أن يقبل صورة غيرها ما لم يخلع الأولى ويفارقها مفارقة تامّة فلا يمكن لنا أن نربع المثلّث وهو باقٍ على تثليثه، ولا أن نثلث الدائرة وهي دائرة، وهذه حال لا تختلف فيها الأجسام ولا تتفاوت معها الأجرام. وهذه الخاصّة تقتضيها الطبيعة الجسميّة على‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست