responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 25

وقد يكون الأمر كما يزعمون ولكن أي تفسير للسر هذا، فالأذن آلة طرب إذن ولكن كيف لها تفسر تلك الاحساسات الخارجية أو أن تميّز بين الأنغام؟ ثم انظر إلى العين وتركيبها فهي مؤلّفة من أغشية منها القرنية والرّطوبة المائية والقزحّية والجليدية والرّطوبة الزّجاجيّة والشبكية. وهذه مع إنها لا تزيد سمكا عن أرّق قطعة من الورق مركبة من لا أقل من تسع طبقات تعرف الداخلية منها بالعصبيّ والمخروطات الّتي لا تكاد تحصى. وقد قيل إنّ عدد المخروطات ثلاثة ملايين وعدد العصبيّ كذلك هذا هو التركيب الغريب في آلة النظر العجيبة ترتسم المرئيات على الشبكة كما تنطبع الصور على اللوح الفوتوغرافي فيبقى الّرسم واضحاً، ولا يبرح هذا الّلوح نظيفاً مستعداً لينطبع عليه رسم جديد نعلم هذا، ولكنّه دون الغاية فمن لنا بمعرفة ما يحدث بعد ما تنطبع الصورة على الشبكة؟ وكيف تنتقل هذه التأثيرات إلى الدّماغ؟ ثم كيف يتم تمييز الألوان؟ وكيف تنتقل هذه التأثيرات الخارجيّة إلى الدّماغ؟ وكيف يحدث فهمها من قبله؟ هذا مالا نزال نجهله كلّ الجهل.

وهكذا يمكنني أن أحلل سائر التغييرات والتحويلات الّتي لا تزال آخذة في مجراها في تركيبنا العجيب كالإفراز وتكوّن الدّم ودورانه ومنافع سائر الأعضاء، ولكن ما الفائدة وكلّ وصف كما مرّ ينتهي بنا إلى ضرورة الاعتراف بجهلنا التام.

والخلاصة أن تركيب الجسم معّقد تعقيداً لا يصح باعتباره التعجب من اعتلاله ومرضه أحيانا بل الأولى بنا إن نعجب بصحته وسلامته‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست