responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 14

روضة من رياض الجنّة وتقوم الملائكة المقرّبون بأمره. فهذا لا يساعد عليه الوجدان والعيان، وليس له شاهد ولا برهان. فلو كشفنا عنه التراب وعكفنا عليه ألفا من السنين لم نجد منه ألا تغلغلًا في الزوال وتراميا في أعماق الفناء. ولم يشاهد منذ الخليقة إنسان أنسانا شَخَصَ من قبره وعاد حيّاً سويّاً في مستقرّه. فهذا جملة ما أشكل حلّه وصعب فلّه وسأوافيك بمسالك البصائر، وأرفع لك أستار الحقيقة ستراً ستراً إن شاء اللّه تعالى.

وبما أوضحناه قد رسخ في عقيدتك وأشتبك في طيات جَنانك أن هذه العقيدة إنّما تعقدت أسبابها، والتفت حبائلها بما لابد من الإيمان به مما هو داخل في قوام المّلة ومغروس في صميمها من الاعتقاد والإيمان بأن للإنسان روحاً وإنَّ له معاداً مطلقاً سواء كان روحانيّاً أو جسمانيّاً وهذان الأصلان وإنْ كان لابّد أن نأخذهما كأصول موضوعة مسلمّة في هذه العجالة إلّا أن لي فيهما بياناً أرغب أن لا يكون نصيبك منه الحرمان. ولنقدّم الكلام على أهمّهما وما هو سر الحياة في النشأة الأولى وهو الّروح.

الكلام في الروح‌

تاهت العقول وظلت الأفكار وحارت الألباب في هذا السر الغامض ولم تتّوصل إلى حل هذه المعضلة حلا معقول.

وقد أشارت كتب الوحي وأسفار السماء إلى غموضها وإبهامها ولا ننسى قوله تعالى في فرقانه المبين: [وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا].

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست