responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 15

فقد أفهمنا هذا النبأ المقدس السماوي أنا لا نستطيع فهمها وإدراكها، والمسألة من أقدم المسائل الّتي عالجها العقل البشري وتنازعتها الفلسفات قروناً طويلة بالسلب والإيجاب. وهذه القوّة القدّسية مع إنها مودوعة فينا نحن لا نعلمها.

وغاية ما تأتى لعلماء النفس تعريفها بآثارها وأعمالها. والمعروف من تعريفها إنها قوّة أودعت فينا بها يكون وجداننا وتفكرنا وأرادتنا، وكما أن العقل الإنساني قُصر عن أدراك كنه عدّة من قوى الطبيعة وأعترف بها وعرفها بمشاهدة آثارها كالكهرباء والمغناطيس كذلك هو عاجز عن أدراك حقيقة قوتّه النفسية.

وجهة البحث إنّه هل يوجد أصل في الحياة يكون هو المدّبر الحقيقي والمتصرّف المطلق في الأجسام نسمّيه بالّروح؟ وما هو؟ وأين هو؟ وما موضعه من أجسامنا؟ وهل يبقى خالداً بعد مفارقتها؟ والشعور من أنّ لنا وفينا أمراً خارجاً عن دائرة الحس كائن من مبدأ الخلقية ولم يزل حتى بين الأمم المتّوحشة، ومنهم من أعتبره أمراً ماديا مستقلًا عن الجسد مرناً فرّاراً يلتذُ ويأكل وينتعش بالأنغام، ويغضبه خشن الكلام وإذا نام الإنسان أنطلق من أغلاله واستراح من أصفاده وسبح في الأجواء حتى يتصل بالملأ الأعلى.

وهذه القّوة الغامضة كما يكون الجسم مقهوراً لها ومسخراً بأمرها فهي أيضاً مقهورة من قبله بمعنى أنها لا تستطيع الظهور في كّل جسم من الأجسام. فلو أفضنا الّروح الإنساني على الحجر لا يكون أنساناً ما لم نؤلفه على الوضع الإنساني حتى في الإنسان نفسه فإنّه لا يكون مظهراً تامّاً لها ما لم يتدرج في نموه حتى تكمل جميع أجهزته‌

العضّوية.

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست