responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 13

هو مفهوم العبارة ومؤدى الكلمة وذهب المعين إلى معدنه، وحلق الطائر عن وكره، وانطفى السراج، وبات رمّة هامدة وحثالة راكدة، واختطفت الأبدية ذلك الجوهر البسيط فما بالنا ونحن مسخرون بإرادات ملكوتيّة ومتأثرون بمفعول وحي مبين أن نظل عاكفين على هذا الجماد البالي وحسبه ان يترك أنات معدودة فيتفرّق من حيث أتلف، ويعود إلى أصله مستعداً لأن ينطمس في جملة ما يتكون شجرةً مثمرة أو حجارة مبعثرة.

وإنما يلزمنا أن نتّقي منه المكاره والعفونات، وهل للحجارة لذّةٍ وألم وسعادة وشقاء ونعيم وجحيم، وإذا لم تكن هناك لذّات وآلام فكيف يكون الثواب والعقاب؟ إنما وضعنا في التراب تراباً، ولحدنا الحجار بالحجار، وأختطف الحس والإدراك باختطاف ذلك الجوهر البسيط، ولا يساعدنا النص الديني ولا الوحي الإلهي أن نقول إن الثواب والعقاب واقعان على مثار الحس والإدراك ذلك الجوهر البسيط والّروح الإنساني، فإنّ الأخبار صريحة في أنهما واقعان على هذا الجسم، وحسبك شاهداً أن من أعظم أهاويل القبر كّظة الأرض، والمجرّد لا يكتظ ولمن يكون استجواب منكر ونكير في القبور؟ وما شأن فتانها؟ وهل تنطق صخرة الوادي وحصاة البوادي؟ وإذا كانت الأرواح هي المسؤولة فلماذا كانت الأجسام في النعوش منقولة؟ والمجرّد لا يحويه مكان ولا يحده زمان وقد أنكرنا بهذا ثواب القبر وعذابه.

وأن قلتم إن الرّوح تعود إليه في قبره، وتتسرب له من منافذ لحده وهنالك النار يعرضون عليها غُدوّاً وعَشيّاً أو يفسح له في قبره ويكون‌

اسم الکتاب : الغيب والشهادة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست