و يجب العلم بانّه تعالى يعيد الأبدان بعد الخراب، و يرجع هيئتها
الاولى بعد ان صارت الى التّراب، و يحلّ بها الارواح على نحو ما كانت و يضمّها
إليها بعد ما انفصلت و بانت، فكانّ النّاس نيام انتبهوا،[1]
فاذا هم قيام ينظرون الى عالم جديد لا يحيط به التّوصيف و التّحديد، قد احسّوا
بالمصيبة الكبرى و تأهّبوا الشدائد الرّجعة الاخرى، و قد اخذتهم الدّهشة فصاروا
حيارى، و غلبت عليهم الخشية فكانوا سكارى، و ما هم بسكارى قد اتّضح لديهم ما قدموا
و بدى[2] و وجدوا
ما عملوا حاضرا، و لا يظلم ربّك احدا، قد فقدوا النّاصر و المعين و سلّموا الامر
لربّ العالمين.