فباللّه عليك تأمّل فى الحالين، و استعمل جادّة الانصاف فى
البين، و اللّه الهادى الى الصّواب، و انّها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب
الّتي فى الصدور. وصف نفسك عن متابعة الهوى و موافقة الامّهات و الآباء و خيّل
النّبي صلّى اللّه عليه و آله كانّه قبض الآن و كان قد مات تلك الغوغاء الّتي صدرت
فى ذلك الزمان، و احضر احوال القوم بين يديك، و توجّه لابصارها بكلتا عينيك، و
تفكّر فى الفروع و الاتّباع لتعلم حال الاصول، و ينقطع النّزاع، لعلّ البصرة
تذكرك، و جملها ينذرك، و صفّين تصفيك، و وقعة كربلاء تكفيك. و اختلاف ذات البين و
حصول الشّقاق فى الجانبين ابين شاهد على انّ الحقّ فى جانب واحد، و انّ الحكم
بحقيّة الطّرفين اعتقاد فاسد.
وفّقنا اللّه لاصابة اليقين، و الموافقة لرضاء ربّ العالمين.