والسلاطين وغيرهم أعظم من نصيحة الرجل التي تتعلق بمعاملته
ووكالته ووصيته فإن نصيحة العموم أعظم من نصيحة الخصوص وإن من جلس على الوسائد وجب
عليه النصيحة. وذكر بعض العارفين: (ان كنت تحب الناس ان يكونوا مثلك فما أديت
النصيحة لربك وكيف أنت تحب أن يكونوا دونك)[1].
فهذا النص فيه إشارة إلى ان النصيحة للآخرين لا تكون إلّا ان يجب فيها ان يكونوا
فوقه، وهذه منزلة عالية ودرجة رفيعة في النصح. كما أن النصيحة لها درجة عالية على
الصداقة فليس كل صديق ناصحاً ولكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه. فالناصح هو ان يسوء
المرء ما ضّر الآخر ساء ذلك الآخر أو لم يسوءه، وان يسره ما نفعه سرّ الآخر أو
ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائداً على شروط الصداقة[2] .. وأعتبرت النصيحة هي معيار الأخوة
فلم تنعقد الأخوة ما لم تكن النصيحة رائدها وباعثها، ومن لم يكن ناصحاً لأخيه فليس
بأخ. قال رسول الله (ص): ( (خير إخوانك من يصدقك النصيحة، ويزينك في المحافل،
وينصرك على عدوك))[3]. والنصيحة من
علامات العالم العامل فعن جابر الأنصاري (رضى الله عنه) عنه عن رسول الله (ص): (لا
تجلسوا عند كل عالم