والتعارض لغة على وزن تفاعل مأخوذ من العَرْض بفتح أوله وسكون ثانيه
بمعنى المنع، ومنه (سرت فعرض لي في الطريق عارض) أي مانع من السير، ومنه (عارضه في
كلامه) أي منعه منه، ومنه سمي الرد على الدليل بالاعتراض عليه[1]،
وعن مجمع البحرين[2] في قوله
تعالى: [وًلَا تَجْعَلوّا اللهَ عُرْضَةً لأَيْمانِكُمْ][3] أي حاجزاً
لما حلفتم عليه من أنواع الخير بل لكم مخالفته، فإطلاق التعارض على الدليلين
المتنافيين لغة باعتبار ان كل منهما يمنع من حجية الآخر على ا لواقع وينفي دليليته
عليه ويقتضي عدم صدقه وعدم مطابقته له.
ومنه ظهر ان فهم التضاد والتنافي والتقابل بين الدليلين من لفظ
التعارض من جهة الأخذ في أصل معناه اللغوي لا كما ذكره بعض الأصوليين من ان ذلك
لازم معناه.