المصيبة وبعد الفراغ من ذلك يعطى بيده اكواب
الحليب والشاي وينفض المجلس وينزوي بقية نهاره في قصر امارته ولايخرج الى ان تميل
الشمس الى الأصيل[1] ثم يخرج
مع جمع من قومه الى مدفن الشبيه فيضيء الشموع والمصابيح الكهربائية وتتلى المراثي
وعند الختام يقدم بيده للحاضرين ما يناسب الوقت من المرطبات ويتفرق الجمع يجري هذا
العمل ثلاث ليال من العشر الثانية من المحرم وهذه عادته في كل سنة منذ تربع على
دست الملوكية. قال صاحب الرحلة لما شاهدت ذلك من حضرة (الراجة) حدثتني نفسي
بالمفاوضة معه فقلت له ايها (الملك) لم لاتسلم وتتبع دين جده محمد بن عبد الله، اذ
ان شهادةالحسين (ع) وتحمله لما جرى عليه وعلى اهل بيته وأصحابه من المصائب كان
الغرض منه استقامة دين جده واعزازه.
فأجابني قائلًا: ان الحسين (ع) حقيقة تحمل هذه المحن والمصائب ناظراً
بها وجه الله غير قاصد بها غرضاً دنيوياً اذ أي غرض دنيوي لمن يفدي نفسه وأهله
وأصحابه فعمله بلاشك كان خالصاً لله وبه يستحق ان يكون محبوب الآله الأكبر
وكراماته المشهودة بالحس والوجدان نشهد بذلك ونحن نغالي في محبته ونجعله من اقرب
الوسائل الى الله ولكن كبار ديننا ومتقدميهم لم ينبؤنا عن الاسلام بشيء فلا
نستطيع ان نؤمن بدين لم تنبأنا عنه علماء ديننا وكتبنا السماوية وكثير مثلي من
طوائف (الهندوا) في الأقليم الهندي يقيمون العزاء للحسين بن علي (ع) على النحو
الذي شاهدته منا، وفي الكتاب مقامات كثيرة تتعلق بما نحن فيه ولكن ضربنا عنها
صفحاً طلباً للأختصار وفراراً من الاطالة.
ولو أردنا في هذا المقام ان نستوفي لك انتشار الشبيه وفوائده في
الاقليم الهندي وطوائف (الهندوا) وملوكهم الذين يقيمون المآتم الحسينية والتذكارات
العزائية والتشبيهات المشجية (كملك بروده)[2]
وملك (دهولبور)[3] ومهارجة
كشنبرشاد رئيس وزارت حيدر آباد
[3] دهولبور تبعد عن بمبئ( 804) اميال وعن دهلي( 153)
ميل، ومما نص به رفيق مسافران ص( 115) ان المؤسس لمملكة( دهولبور) اسمه( دولنديو)
وقد أسهها في القرن الأحدى عشر مسيجي وهي واقعة على شط جنبل.