responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 10

وقال (ص) الدين النصيحة، وها نحن نأتي في مقالنا هذا على نبذة نوجهها الى كافة اخواننا المسلمين في القارة الهندية وغيرها أينما كانوا ورائدنا في توجيهها ما نتوخاه في درجها من الوجوب والإمتثال لأمر الله تعالى وما نرجوه من تلقيها وأمعن بالنظر اليها من العالم الأسلامي وطوائفه بعين الاعتبار والتبصر وامعان الفكر والتدبر فالتذكير يصقل القلوب ويكبح جماح النفوس ويرفع عنها أدران العيوب.

ومنزلة التذكير في تهذيب العقول وارشادها الى سلوك سواء السبيل ليست بالمنزلة التي تحتاج الى مزيد تعريف أو أطالة تنويه وكفى بارشاد كتاب الله الحكيم منوهاً على مزاياه العديدة وماله من الأثر الصالح في تكثير وجوه المساعي الحميدة.

ان الذي نقول ههنا وننبه الأفكار عليه لم يكن بالأمر الذي لم يتضح للعقول المفكرة والأفئدة المستبصرة لانه لم يزل من المدركات بالبداهة ولايستطيع احد انكاره ولكن بعض الواضحات قد تنصرف الذهان عن تقديرها حق قدرها اما بالأغواء من مضل فاسق يضع مكان ما به الرشاد أمراً مموهاً بقصد صرف الأنظار عما يعم به الأنتفاع ويحسن به التأسي والأتباع فيظن المتعلقون به انهم على بينه من الأمر وطريق من الرشد في تمسكهم بذلك الأمر المموه.

وأما ان يكون أنصراف الأذهان عن الهدى والنجاة لغفلة عن تعقل الضار وما ينتج من أهمال الأحتراز عن الوقوع فيه تقاعد الهمم عن التمسك بالنافع والتشبث باسبابه ركوناً على السلامة وذهولًا عن الحذر من مواقف الندامة واغتراراً بالحاضر اعراضاً عن التوقي من سوء العواقب لاستتار شبحه المخيف عن الناظر، وفي كلتا الحالتين لا غناء عن التذكير و ايقاضها من سنة الغفلة بالإرشاد النافع وبيان اغراض الداء وما ينبغي من الدواء ووسائل عاجل الشفاء (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ‌)[1].

فإلى مَ لاتثقف عقولنا التجارب ولاتوقفنا العبر والمثلات وقد أصبحت ملاء السمع والبصر وعداد الرمل والحجر (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا


[1] سورة الحجرات اية 6 جزء 27.

اسم الکتاب : الأنوار الحسينية و الشعائر الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ عبد الرضا    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست