responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 21

تلعبه في تكوين السلطة هو: تكوين الإرادة الغالبة التي تتبلور فيها قوّة السلطة وقدرتها التي بها توجد، وبها تستمرّ وتدوم. فإنّ تراكم الإرادات الفردية وانسجامها يمكن أن يؤدّي بطبيعته إلى تكوين الإرادة الغالبة، والإرادة الغالبة هي التي توجد السلطة وتديمها، ولا يمكن لأيّة إرادة أن تكون صاحبة السلطة الفعلية في المجتمع- مهما اتّصفت به من عناصر القوّة الذاتية والرشد والكمال- ما لم تتمكّن من الهيمنة على مجموعة من الإرادات الفردية، وتوجيهها توجيهاً يخلق منها إرادات متراكمة منسجمة، ثمّ تبلغ بها المستوى الذي تكون به الإرادة الغالبة في المجتمع.

ثمّ إنّ الإرادة صاحبة السلطة الفعلية لابدّ لها من تكوين هذه الإرادة الغالبة، بغضّ النظر عن الطريقة التي تسلكها في تكوين هذه الإرادة الغالبة (أي: في خلق الإرادات المتراكمة المنسجمة التي تقرّر مصير المجموعة كلّها)، فقد تستخدم لهذا الغرض أساليب مشروعة (كالأساليب التي يتّبعها الأنبياء وخلفاؤهم وأتباعهم الحقيقيون من الإقناع البرهاني والتنبيه الوجداني)، وقد تستخدم أساليب غير مشروعة (كالتي يتّبعها الطواغيت وأذنابهم من أساليب الإغراء أو التخويف).

الإرادة الغالبة ومصدر الشرعيّة

ومن هنا يتبيّن أنّ الإرادة الغالبة قد لا تكون مشروعة رغم انبثاقها من إرادة الجماهير، فإنّ الأُسلوب الذي تجتمع به الإرادات الفردية؛ فتتراكم لتكوّن الإرادة الغالبة؛ قد يكون قائماً على أساس من الإغراء أو التمويه أو التخويف أو غير ذلك من الأساليب اللامشروعة في تكوين الرأي والإرادة الفردية أو الاجتماعية، فكون الإرادة الغالبة «منبثقة من إرادة

اسم الکتاب : نظرية الحكم في الإسلام المؤلف : الأراكي، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست